العهد المضاد - اليك القصة
العهد المضاد - اليك القصة
يومها كنت في شغلي زي أي يوم، خلصت على الساعة ٨ عديت أجيب شوية حاجات، وروحت فتحت باب البيت كأن مظلم جدًا، دخلت وأنا بدور على زرار النورعشأن ألقي حاجة فرقعت جامد.
رجعت ورا من الخضه، وبعديها النور نور، عشان اشوف البيت متزين كله، وعيلتي كلها وقفين وأدمهم تورتة مكتوب عليها عيد ميلادك الـ ٢٢ كل سنة وأنت طيب، المفاجأة كأنت حلوة بجد كنت فرحأن فعلا أنهم افتكروني، بعدها طلبوا يغنولي قبل منقطع التورتة، ولعوا الشمع وطفو النور وفضلنا نغني ومع نهايه الأغنية طفيت الشمع وبعدها محستش بأي حاجه.
صحيت بعديها مش عارف بعد قد ايه، لقيت نفسي على سرير ومتوصلى في دراعي محاليل وأسلاك كتير متوصله بحسمي، اجهزه كتير جنبي أنا مكنتش فاهم أنا ايه الي جابني هنا بضبط، حولت اقوم من مكأني لكني كنت تعبأن فعلاً بعد محولات كتير قمت من مكأني، شيلت كل الوصلات الي كأنت في جسمي أول ما شلتها رن أنذار وجتلي ممرضه وقالت
الممرضة: أنت ايه اللي قومك لازم تستريح.
رديت عليها: أنا مالي أنا جيت هنا ازاي.
الممرضة: أنت أغمى عليك في الحفلة وجابوك هنا بقلك يومين نايم.
رديت عليها: يومين طيب اهلي فين محدش جيه يشوفني.
الممرضة: لا ازاي هما مشيواوهيجولك الصبح أنت بس أستريح، وأنا هبلغ الدكتور أنك فوقت
رجعت على السرير والممرضة رجعت الوصلات تأني في جسمي، وخرجت بعديها بشوية دخل عليا الدكتور سلم عليا وسألني حاسس بيه، وكأن ماسك في أيديه شويه تقارير بيقرأ فيها، خلص وقال..
الدكتور: بص هما اهلك قالولي مقولكش بس في الأمراض الي زي دي لازم المريض يعرف لأنه الوحيد الي يقدر يساعد نفسه.
رديت وأنا خايف جدا أسمع اللي بيتقال في المواقف دى: قول يا دكتور أنا عندي ايه.
الدكتور: للأسف أنت عندك سرطأن في الرئة في مرحلة تأنيه بس ده معني أن فرصتك في العلاج لسة كبيرة بس لزم تبدأ في أسرع وقت.
أنا كلام الدكتور نزل عليا موتني مكأني أنا من كتر الصادمة تقريباً فقدت النطق وقتها، لدرجة أن الدكتور قعد ينادي عليا وأنا مردش لحد ما سبني ومشي.
يومها فضلت طول الليل مكأني من غير ولا حركة، كأني مش مصدق أنى صاحي أساساً كأن نفسي كل ده يبقي حلم واصحي منه، الصبح طلع عليا وأنا على نفس الوضعيه دي، لغيت لما الممرضة فتحت الباب وبابا معها، دخل واعد جنبي على السريروهو بيحول ميبينش دموعه اتراميت في حضنه وبدأت أعيط بكل حرقه وبقوله
: متنسونيش لما أموت أبقوا تعالوا قبري ممكن ده يهون عليا
رد بابا وهو كمأن ببعيط
: متقولش كدة أنت هتبقى أحسن من الاول كمأن.
رديت عليه: خلاص يا بابا أنا ميت مفيش أمل هتوحشوني أوي.
رد بابا: متقولش كدة أنت هتبقي كويس صدقني أسمعني بس.
وطلع من جيبة سلسلة وقال لي.
: البس دي وهتبقي كويس.
خدتها وكل الي في بالي أن بابا بيحول يقويني بس ويحسسني أنى مش لوحدي، لبستها لكن اول ما لبستها نورت نور غريب سألت بابا: هو النور ده عادي ولا أيه.
رد بابا: متقلقش اوعي بس تقلعها.
وحضني جامد وقالي: خلي بالك من نفسك.
وسبني ومشي أنا متأكدتمامًا أن خلاص أيامي في الدنيا معدودة، من كتر تعب الليلة الي فاتت نمت عشأن احلم الحلم الي عمري ما نسيته ولا هنساه.
حلمت أنى في مكأن سماه حمراء والارض ثلجية وقدامى كائن اسود قاتم قصير ماسك السلسلة في أيده، وادامه في بير مليان دم نزل السلسة في البيروبعدين طلعها ومدلي أيده بيها وهي بتنقط دم، وأنا خافت أخدها منه لفيت بسرعة وحولت اجري منه لقيته مرة واحده بقى قدامى وبقول بصوت مرعب
العهد المضاد واجب التنفيذ.
ومدلي ايده بالسلسلة وهي بتنقط دم، مديت أيدي وأنا بترعش ناحية السلسة وأول ما لمستها مسك أيدي والسلسلة في أيدي أنا وهو وقال: تم العهد المضاد
وصحيت من النوم وأنا لسه في المستشفى، وأنا حاسس أنى أحسن كتير مفيش وجع في جسمي باخد نفسي عادي.
بعد شوية جيه الدكتور، وقال لى هنعملك فحص الاخير قبل ما نبدأ معاك رحلة العلاج،
وبعد فحوصات كتير واشعة الدكتور كأن مذهول قدامى وبيقول
: ازاي ده مستحيل أنا متأكد من الفحوصات الي كنت عملها ميه في الميه
رديت علي الدكتور
: ايه تأني يا دكتور هيجيلي ايه تأني اسوء من السرطان.
قالي الدكتور
: أنت مش فاهم أنت السرطان الي عندك اختفي كأنه مكنش موجود دي معجزة أنا عمري ماشفت حاجة كده.
قولتله: يعني أنا خفيت أنا مش هموت
قالي الدكتور: بالمنظر الي أنا شايفه ده أنت مكنتش عيان اصلاً مع أنى متأكد من الفحوصات الاولى بس ممكن الغلط من عندنا المهم أحمد ربنا على سلمتك.
شكرت الدكتور جداً وخرجت من المستشفى يومها، رحت البيت أهلي استغربوا أني سبت المستشفى، حكيتلهم كل الحصل، الفرحه مكنتش سيعاهم، لكن كان باين عليهم الزعل سألت أمي
مالك يا أمي ردت عليا: ابوك من ساعة ماجه من عندك وهو تعبان جدا أنا قلقانه عليه أوي
قولت لها: متقلقيش أنا هدخل افرحه وهو هيبقي كويس.
دخلت علي بابا لقيته فعلا باين علية التعب الشديد مش زي ما سبني خالص.
قعدت جنبه وقولتله.: ايه يا حج مالك في ايه متخضناش عليك وأنا الي جي افرحك أن طلعت الفحوصات بتعتي غلط وأنا مفيش حاجة
رد علية بابا: لا هي صح أنت كان عندك سرطأن فعلاً.
ردت عليه: طب ايه اللى حصل ازاي اختفى كأنه مجاليش أساساً
رد عليه: هو مش ظهرلك وأنت اخت منه السلسلة وكملت العهد يبقي أنت في أمان.
رديت عليه: أنت قصدك على الحلم ده أنا مش فاهم حاجه.
رد بابا: اسمعني كويس يا بني عشان أنا مش فضلي كتير الكلام ده مهم وأوعي يطلع بره
من زمان جداً جدك الكبير كان ساحر كبير أوي، كان كل تعامله مع الجن والعوالم السفليه ياما اذي ناس وخرب بيوت ناس، كان كل الناس بتخاف منه ومن شر ولكن بعد ما خلف، حس أنه لزم يبطل الي بيعمله ده عشان ابنه ميتذيش، وده سبب أن كل العشائر الي كان بيتعامل معاها تغضب عليه غضب شديد و تصيب عيلتنا كلها بلعنه الموت في سن 22، كل واحد مننا في سن 22 جاله مرض نادر كان هيموته لوله جدنا الكبير عشان يصلح اللي هو عمله عمل عهد مضاد مع عشيرة تانية لحمايتنا، مقبل ارواح اللي هيموته مننا اللي هي السلسه دي، بتتوارث من أب لابنه أول ما يتم 22 الأبن بيخدها وترجعله صحته، لكن الاب بيبقي ادامه أيام معدوده على الموت، وروحه بتبقي ملك العشيره مقابل إكمال عهد الحمايه.
أنا مكنتش مستوعب الكلام ده، كان بنسالي شويه تخريف أجداد وهما مصدقنها، بس فعلا بابا بعد كام يوم التعب زاد عليه جامد وتوفى.
المشكلة دلوقتي أنى كنت نسيت الحكايه دي أساساً، لغيت قبل عيد ميلاد أبني ال 22 بكام يوم أبتدى الكائن يظهرلي تاني ويقولي: يجب توريث العهد للأبن في سنته الـ 22عليك التوريث
هل هتعيد الدائرة نفسها تاني مش عارف
تأليف: احمد ساهر
لا توجد تعليقات حتى الآن "العهد المضاد - اليك القصة"
إرسال تعليق
ملاحظة للجميع