نوادر - اليك القصة

نوادر - اليك القصة



نوادر

( عن رواية حقيقية ، و تبقى دائماً العهدة على الراوي )

قبل ما احكي أي حاجة بطلب منك تسيب كل اللي ف أيدك و كل اللي بتعمله و تركز مع اللي هتقراه لأنه حصل لصديق ليا و انا أعادت صياغته على شكل قصة و طبعا غيرت الأسماء و الأماكن ....

عالم الأموات غير عالم الجن ، عالم الأموات انا بشوفه غامض اكتر و صعب بل مستحيل ان حد يكون شاف او عرف اللي بيحصل فيه ، عمرك مثلاً سمعت عن حد مات و رجع من الموت و طلع من قبره بعد سنين و حكى هو شاف ايه ؟؟؟؟
ما اظنش ان ده حصل ولا هيحصل لكن اللي حصل و بيحصل انك كل فتره بتودع او بتدفن حد كنت تعرفه و كتير بتسأل نفسك ، يا ترى بعد ما بيندفن أيه اللي بيحصله و بيشوف ايه ؟؟
طبعا الأجابة واضحه و محدده بالنسبه لنا كمسلمين و كمسيحين و هى ان الروح بعد ما بتطلع عند اللي خلقها الجسد هو اللي بيفضل ف الأرض ، السؤال الأهم بقى هل الجسد بيتأثر بأفعال الميت اللي كان بيعملها و هو عايش بعد ما بيموت ؟؟؟!!!

الأجابة من واقع تجربة انا شوفتها بعيني هى أه ، جسد الميت بيتأثر ف قبره بعد ما بيندفن ....

انا مين ؟؟؟

اسمي : محمد رجب
عمري : ٢٠ سنة
طالب ف كلية أعلام
ساكن فالقاهرة لكن أصلي من أحدى قرى محافظة الجيزة

بدأت حكايتي لما أمي قالتلي أن في واحدة قريبتنا أتوفت و ان المفروض انا و اخويا و أمي هنسافر البلد علشان نحضر الدفنة و العزا و بكده هنضطر نقضي يومين هناك ف بيت العيلة ، الحقيقة انا اتضايقت جدا لأن انا مبحبش أسافر البلد و كمان مش برتاح بعيد عن شقتنا و مش بعرف انام ف بيت العيلة لأنه دوشه و زحمه ف بصراحة كده كانت السفرية دي تقيلة على قلبي اووي ، لكن هعمل ايه !!! ..... انا كنت مضطر أن انا اوافق لأن حضور الدفنة و العزا واجب ، و بالفعل سافرنا و وصلنا لبيت العيلة اللي لقينا فيه ترحاب من اعمامي و عماتي و اولادهم لكن كانت كل ما سيرة الست اللي ماتت دي تيجي الاقي وشوش قرايبي ملامحها بتتغير و بيغيروا الموضوع و لما كنت بحاول اسألهم هم بيهربوا من الموضوع ليه كانوا بيردوا رد واحد بس ( الله يرحمها و يسامحها ) ، الحقيقة انا ما اهتمتش اعرف في ايه ولا كان ف بالي اعرف اكتر عنها لأن انا ببساطة جاي يومين هعمل فيهم الواجب و همشي بعد كده و هرجع لحياتي الطبيعية .

أكلت انا و امي و اخويا و ارتحنا من تعب السفر و بعد شوية لقيت عمي الكبير جاي بيقولي انا و اخويا ان احنا هنروح بعد صلاة العصر المدافن علشان نحضر دفنة الست دي اللي عرفت أنها تبقى أخت جدتي أم والدي الله يرحمها ، و عرفت كمان ان هى ماتت و هى عندها تقريبا فوق ال ٩٠ سنة ، كل ده مكنش مهم بالنسبالي كل اللي كان مهم ان انا أحضر الدفنة النهاردة و احضر العزا بعد كده و ارجع القاهرة تاني ، المهم صلينا العصر و اتجمعنا كلنا ف بيت العيلة و روحنا بعد كده لبيت الست دي ، وصلت انا و اخويا و اعمامي و اولاد اعمامي لبيت الست اللي اتوفت بس الغريبة لما دخلنا البيت كان اولادها و اولاد اولادها قاعدين و مفيش على ملامحهم اي حزن او اي حاجة تدل يعني ان هم زعلانين عليها و مكنش في حتى اي حاجة تدل ان البيت ده في ميت اساساً اللهم الا بس صوت القرأن اللي شغال ف صالون البيت ، دخلنا و عزينا الرجالة و قالولنا ان هم منتظرين العربية اللي هتيجي تاخد النعش علشان نصلي عليه و بعد كده هنروح ندفنها ، الحقيقة انا اتضايقت من ان احنا هناخد النعش و هنروح نصلي عليها الأول ، اه اتضايقت مش عشان هنصلي عليها لأ ، انا اتضايقت لأن معنى ان احنا هنصلي على الست ف الوقت ده أن احنا هنصلي المغرب الأول و بعد كده هنروح المدافن و انا بصراحة مبحبش اروح المقابر بالليل ، سميها خوف بقى سميها جبن سميها زي ما تسميها بس انا مبحبش اروح المقابر بالليل لأن قلبي بيتقبض بالرغم ان انا مبخفش من العفاريت و من الكلام ده بس حقيقي انا مبحبش المقابر بالليل ، المهم فضلنا قاعدين لحد ما العربية وصلت قرابة اذان المغرب كده و خرجنا النعش و حطيناه فالعربية و اتجهت العربية و احنا وراها بعربيات تانية لمسجد كبير ف منتصف القرية اللي اول ما وصلنا عنده دخلنا صلينا المغرب و بعد كده صلينا صلاة الجنازة و خدنا بعضنا بعد كده و طلعنا على المقابر اللي ف أخر القرية ، كنا كتير بصراحة بسم الله ماشاء الله الست كان عندها اولاد كتير و احفاد اكتر ده غير انا و اخويا و اولاد عمامي و عمامي ، ركننا العربيات عند اول طريق المقابر لأن مينفعش العربيات تدخل جوه لكذا سبب اهمهم ان المقابر الطرق بتاعتها ضيقه ، نزلنا النعش و شالوه اولاد الست دي و احنا كنا وراهم و كان قدامنا اتنين و الاتنين دول هم التربي و المساعد بتاعه ، مشينا كلنا فالجنازة و كنا بندعي و بنوحد الدايم لحد ما الكل وقفنا عند حوش معين و نزلوا النعش عنده ، فتح التربي باب الحوش و دخل و وراه دخل اولاد الست و معاهم النعش و دخل بعض الناس كنت انا من ضمنهم و تسألني و تقولي ايه اللي دخلك هقولك معرفش و خصوصا ان انا بكره شكل القبر من يوم وفاة والدي لكني دخلت ف الحوش و اللي حصل حصل ، المهم حفر التربي مكان القبر لحد ما ظهر حجرين كبار و دول غالباً اللي قافلين مدخل السلم اللي بينزل للقبر ،شال التربي و المساعد بتاعه الحجرين و ظهرت سلالم القبر و بعد كده رفعوا الغطا اللي على النعش و شالوا جثة الست المتكفنة و نزل اتنين من اولاد الست و التربي و مساعد التربي مع الجثة للقبر و كل اللي واقفين بره بيدعوا و بيقروا قرأن لحد ما بعد اقل من دقيقة سمعت صوت الرجالة اللي ف القبر بتصوت ، رجالة بتصوت ؟؟؟؟ ، ده مبيحصلش نهااائي عندنا فالبلد ان رجل يصوت ف دفنة !!!!
و فجاءة لقيت سلالم القبر اللي كان عليها انعكاس الكشاف اللي نزلوا بيه عليها انعكاس نور احمر قوي و بعد كده على طول طلعوا الاتنين اللي نزلوا مع التربي اللي هم اولاد الست الميته و كان وراهم التربي و المساعد بتاعه ، طلعوا و هم بيصرخوا و بيجروا بره الحوش ، الحقيقة انظار الناس كلهم اللي كانوا واقفين و انا منهم اتجهت معاهم لكن انا حسيت بنور قوي جاي من القبر ، لفيت وشي و ببص نحية القبر المفتوح لقيت ناااار قووووية جداااااا خارجة من القبر لدرجة ان كل اللي واقفين اول ما شافوها طلعوا يجروا بره الحوش و الكل كان بيجري و محدش سأل ايه الحل او العمل ، المشكله هنا ان انا ملحقتش اجري و اتكعبلت و وقعت على وشي على باب الحوش جيت اقوم من مكاني لكن رجلي مساعدتنيش و اللي غالباً غالباً اتكسرت لأن انا مش قادر اقوم اقف عليها ، الكل جري و محدش اهتم بحد و سابوني واقع على الأرض ، فجاءة سمعت صوت صرخات و صوت ست بتصرخ طالع من وسط النار اللي طالعه من القبر ، بصيت نحية النار لقيت النار شكلها يخوف و زي ما يكون شكلها على هيئة تعبان كبييييير ، انا اترعبت و حاولت اقوم اجري حتى لو على رجل واحدة لكني مقدرتش و ده خلاني فضلت ازحف ازحف لحد ما بقيت عند سلالم الحوش من بره و بعدت عن القبر و النار شوية لكن لسه اصوات النار و اصوات الصرخات اللي جاية زي ما هى ، لفيت وشي تاني و بصيت ناحية النار لقيت ست لابسة كفن و وشها لونه ااااسود و وراها النار على نفس شكل التعبان الكبير ده و فجاءة الست دي قربت مني و صرخت وقالت كلمه واحده بصوت لحد النهارده انا مش ناسيه ، الست دي قالت ( السمااااااااااااح ) ، و بعد كده النار شدتها جواها و عليت اكتر و بقت اقوى حاولت ازحف و ارجع بضهري لكنى كنت على اول درجات سلم الحوش اللي اول ما حطيت ايدي عليه وقعت بضهري لورا على راسي و فقدت الوعى ......

فوقت و انا فالبيت الكبير و حواليا ناس كتير منهم اعمامي و اخويا طبعا و امي و شيوخ بيقروا قرأن و واحد واقف جنبي بالظبط ف ايده زجاجة عطر ، فتحت عينيا بالعافية و اول ما فتحت كل اللي واقفين فرحوا و قالولي حمد الله ع السلامة لكن انا صرخت من شدة الألم اللي ف رجلي ، طبعا كل اللي واقفين سألوني في ايه ف قولتلهم ان رجلي بتألمني جدااااا و انها احتمال تكون اتكسرت لما وقعت عند القبر ، طبعا عمي و اخويا شالوني و اخدوني فالعربية بتاعت عمي و روحنا مستشفى القرية و رجلي اتجبست لأنهم اكتشفوا ان رجلي اتكسرت كسر مضاعف ، رجلي اتجبست و رجعنا تاني لبيت العيلة و عمي قال ان احنا لازم نفضل قاعدين لحد ما اخف لكن امي رفضت و قالت لعمي ان احنا لازم نروح و أن كفاية اووي اللي حصل ، و بعد الحاح شديد عمي وافق بس على شرط ان أبنه هو اللي يوصلنا بعربيته لحد باب البيت و يطلعني لحد الشقة و يطمن عليا ، و بالفعل ركبت انا و امي و اخويا العربية مع ابن عمي و وصلنا لكن كنا طول الطريق ساكتين و مبنتكلمش ولا حد بيتكلم عن اللي حصل رغم محاولاتي ان انا افتح كلام مع اخويا او امي لكن كانت ردودهم كلها لما نروح هنحكيلك و كان ابن عمي ساكت تماما ، المهم وصلنا البيت و مشي ابن عمي بعد ما دخلني أوضتي و اتأكد ان انا بقيت على سريري و ان انا كويس و مش محتاج حاجة ، و بقيت انا و امي و اخويا ف الأوضة ، و هنا أمي قالتلي ...
- انا هدخل اعملك اكل و بعد الأكل تنام و ترتاح .
بصيت ل أمي و ل اخويا باستغراب و قولتلهم ...
- أكل ايه و ارتاح ايه ؟؟؟؟ ، احكوا لي ايه اللي حصل و حصل ازاي ؟؟؟ ، و مين الست دي ؟؟؟ ، فهموووني ، انا مش فاهم حاجة .

بصت أمي ل أخويا و قالتله ..
- اطلع بره يا احمد عاوزة ابقى انا و اخوك لوحدنا .

خرج اخويا و قعدت امي جنبي على السرير و بدأت تحكي ...

- بص يا محمد يا ابني ، الست ( نوادر ) اللي ماتت دي كانت اخت جدتك الصغيرة و الست دي من زمان معروف عنها ان هى بتعمل سحر و اعمال و علشان كده الكل كان بيبعد عنها و بيكرهها حتى اولادها ماعدا بنت واحدة من ولادها هى اللي كانت بتحبها و بتزورها هى و اولادها لحد ما ف مره بنتها كانت فالبيت عندها و البيت ولع بيها هى و اولادها و الغريبة ان ( نوادر ) كانت بره البيت فالوقت ده و لما رجعت ولقت البيت اتحرق و بنتها و اولاد بنتها ماتوا محروقين فضلت تصرخ و تلطم على وشها و تقول ( انا قولتلها متجيش جنب الأوضة ، انا قولتلها تبعد عني زي اخواتها ، انا السبب ، انا اللي قتلت بنتي و عيالها ، انا السبب ) ....
طبعا يا ابني وقتها ولادها اتجمعوا و صلحوا البيت تاني علشان مينفعش حد منهم ياخد ( نوادر ) تقعد معاه ف بيته لأنهم بيشوفوها سحارة و نجسة و برضه مينفعش يرموها فالشارع لأنها مهما كان دي امهم و عشان كده صلحوا لها البيت و قعدوها فيه و بقوا كل فتره و التانية يبعتولها فلوس و اكل مع ناس غريبة و هى بقت مجذوبة ، بتروح تقعد بالساعات قدام الحوش اللي مدفون فيه بنتها و اولاد بنتها و تفضل تعيط ساعات و تكلمهم ساعات و فضلت الدنيا على كده لحد ما عمك اتصل بيا و حكالي انها ماتت و اننا لازم نروح علشان نحضر العزا و الدفنة ف فالأول انا كنت رافضة لكن عمك أصر أننا نروح و اهو حصل اللي حصل .

بصيت ل أمي و انا مستغرب من اللي هى بتقوله و قولتلها ...
- انتي مشوفتيش اللي حصل يا أمي د د د دده القبر ولع و و و و النار خرجت من جوه القبر و و و ...

قاطعتني أمي و قالتلي .....

- من أعمالها يا ابني ... كل ده من أعمالها ، ياما عملت أعمال لناس و ياما ناس أتأذت بسببها حتى بنتها و ولاد بنتها ماتوا بسبب أعمالها و حتى بعد ما ماتت ولادها اللي نزلوا التربة معاها يدفنوها خرجوا شعرهم ابيض و مبيتكلموش و التربي و المساعد بتاعه تعبوا و بقت تجيلهم تشنجات و نقلوهم المستشفى و برضه مبيتكلموش ، ربنا يعفينا يا ابني و يرحمنا فوق الارض و تحت الارض ، بس هو انت شوفت ايه يا ابني بعد ما سابوك و جريوا ، اصلهم بيقولوا أنهم لقوك قدام سلالم الحوش واقع و مغمى عليك .

رديت على أمي و قولتلها ...
- مفيش ، مشوفتش حاجة ، انا شوفت اللي الناس كلها شافته و لما جيت أجري اتكعبلت و وقعت على راسي و فقدت الوعي ...

امي عملت نفسها مصدقاني و قالتلي ابقى أقراء قرأن كتير و سابتني و راحت عملت الأكل و أكلت و نمت و عدت ايام و فكيت الجبس و بدأت اعيش حياتي زي الأول و سألت كذا حد عن تفسير علمي للي حصل لكن كانت معظم الردود العلمية فالموضوع ده سطحية و مش مقنعة زي مثلاً في حد قالي انه ممكن يكون احتباس حراري او مواد مشتعلة فالقبر و لكن هو لو احتباس حراري او مواد مشتعلة النار هيبقى شكلها زي الافعى ؟!!! ، و لو كلامهم صح و انا كان بيتهيائلي مثلاً ولاد الست و التربي و المساعد بتاعه شافوا ايه تحت خلاهم اتجننوا ؟؟؟! ، كل دي اسئلة ملهاش اجابة و عشان كده حاولت اتناسى اللي حصل ، لكني مبنساش و ان يوم فكرت انسى بتفكرني الكوابيس اللي بشوفها كل ليلة ، الكوابيس اللي فيها النار و نوادر و هى بتقول نفس الجملة ف نهاية كل كابوس بصوتها المرعب ( السمااااااااح ، السماااااااااح ) ....... تمت

محمد_شعبان
العارف


لا توجد تعليقات حتى الآن "نوادر - اليك القصة"

إرسال تعليق

ملاحظة للجميع
  • يمكنك وضع تعليق بصورة أو فيديو YouTube أو Vimeo.
  • المرجو ترك تعليق يتعلق بنفس هذا الموضوع.
  • لا يجوز الترويج للسلع أو البيع.
  • لا تقم بتضمين روابط مشبوهة في التعليقات.
  • سيتم حذف التعليقات ذات الروابط السبام تلقائيًا
  • *علق بشكل جيد ، شخصيتك تنعكس عند التعليق.

اعلان اول المواضيع

اعلان وسط المواضيع الاول

اعلان وسط المواضيع الثاني

اعلان اخر المواضيع