جبل الجن👻الجزء الثالث و الاخير - اليك القصة

جبل الجن👻الجزء الثالث و الاخير - اليك القصة



بعد ما خلصنا كلامنا عربية طلعت وصلتني من الفيلا دي لغاية باب شقتي ومعايا المبلغ اللي أخدته مقدم,, وعلى وعد إنه هيعدي عليا من الفجر عشان نسافر,, وأول ما قفلت باب شقتي بدأت أفكر ...أنا ليه وافقت بسرعة كده؟؟
صحيح أنا طول عمري بيقولوا عليا إن قلبي زي الحديد,, وإني مابتهزش لا من حد ولا من حاجة, بس هل ممكن أرمي نفسي في طريق ممكن يؤدي للموت كده عادي
كنت بفكر وأنا بقلع قميصي قدام مراية التسريحة وببص لنفسي في المراية,, أو تحديدا ببص على بقايا الحروق اللي في رقبتي وكتفي وجنبي الشمال,,
طول عمري ببصلها بشرف وعمري ماندمت عليها,, على الرغم من أني طول عمري كان نفسي تختفي وأبقى طبيعي,, وبحمد ربنا أنها مش في وشي واللي ظاهر منها في رقبتي بسيط
ورجعت بذاكرتي لوقت ما كنت لسه عيل عنده تلاتاشر سنة  لما كان في حريقة في الدور التالت في العمارة اللي أنا وأهلي كنا ساكنين فيها,, شقتين قصاد بعض بيولعوا,, وألسنة اللهب طالعة من الشبابيك والابواب,, وكله بيجري ويهرب للشارع خوفا من انتشار النار ومن خنقة الدخان,, ساعتها خرجت أنا وأهلي للشارع اللي كان فيه جارتنا صاحبة شقة من الاتنين وهي بتصرخ وتقول ولاااادي جوه,, والناس ماسكاها وهي بتحاول تفلت منهم عشان تدخل تجيب ولادها,, ماكنتش عارف هي كانت بره أصلا ورجعت وقت الحريقة ولا هي هربت ساعة الحريقة ومن هول الفاجعة نسيت ولادها, لكن اللي اتاكدت منه ساعتها إن ولادها الاتنين التؤم جوه,, وفعلا ناس طلعت لغاية باب الشقة وماقدرتش تدخل ونزلت تاني,, والنار كانت بتعلى وبتزيد وماحدش شايف حد والمطافي إتأخرت,, ساعتها بدون تفكير إتسحبت من وسط الناس على شقتنا اللي في الدور الاول ورحت جبت شكارة خيش بعد ما غرقتها ماية وخرمت فيها خرم قصاد عين واحده وربطت فانله داخليه زي كمامة على مناخيري وطلعت جري على فوق وعند باب الشقة لبست الشكارة وعديت من وسط النار اللي كانت سادة الباب عشان الاقي العيلين مغمى عليهم في أوضتهم وخدت واحد معايا تحت الشكارة لغاية ما طلعنا من الباب ونزلته للدور التاني استلمه واحد من الشباب ورجعت عشان أجيب أخوه وساعتها وانا بلبس الشكارة على الباب لقيت إن النار نشفّت المية اللي على الخيش والمفروض أنزل أغرقها من جديد لكن ساعتها ماكنتش هلحق الواد التاني وكانت النار أكيد هتطوله فلبست الشكارة ببللها الخفيف اللي فاضل فيها ودخلت من الباب بسرعه وخدت الواد وطلعت بيه لغاية ما سلّمته للشباب وأنا مش حاسس بأن الخيش كان ساح من عند جنبي الشمال وحرقني كل الحروق دي  
يمكن زي ما بيقولوا أنا ماعرفش الخوف ولا عمري كنت بخاف حتى روايات وحكايات الرعب كنت دايما بسمعها أو أقرأها زي ما أكون بسمع تراجيدي
لكن لما أنقذت الاطفال دا كان موقف انساني وليد التفاعل اللحظي,, أما اللي أنا فيه دا فحاجة بأيدي أعملها أو ماعملهاش وماحدش يقدر يجبرني
بس يمكن اللي دافعني المبلغ اللي عمري ما هقدر ألم ربعه لو دخلت وطلعت,, خاصة مع كوني عاطل بلا شغل بقالي فترة وبصرف من معاش أبويا الله يرحمه,, ويمكن اللي دافعني روح المغامرة وإني مش حاسس بخوف وبقول دايما ما عفريت الا بني آدم ومش مقتنع أصلا بفكرة إن في جن جوه زي ما بيقولوا,, وحاسس بردو إني هطلع لو حسيت إني ممكن أضيع وساعتها هشوف هرجعله كام من المبلغ واخد كام خاصة أنه واضح عليه أنه مايفرقش معاه اي فلوس,,
أفكار كتير بتروح وتيجي لغاية الفجر لما عدت عليا العربية وسافرنا,,
لما وصلنا عند باب الكهف أو المغارة كنا العصر تقريبا,,كان جبل ضخم فعلا أو هي سلسلة جبال بالمعنى الحرفي للكلمة,,, ولقيتهم كانوا مجهزين كل حاجه في شنطة كتف,, كشاف قوي وكمية من البطاريات اللي تقضيني حوالي أسبوع,, مياة وأكل معلب يقضوا نفس المدة,, وكاميرا تسجيل متعلقة في جراب على راسي وحاجة زي دهان عشان أعمل بيه علامات طول ما أنا ماشي عشان وأنا راجع أعرف طريقي
وسلمت على والده ووالدته وطمنتهم ودخلت
الكهف مظلم من أول ما تحط رجلك فيه وكأنه ثقب أسود بيبتلع الضوء,, فنورت كشافي,, في البداية كان مجرد كهف إرتفاعه تلاته متر تقريبا وعرضه حوالي خمسة متر ومافيهوش أي حاجه توحي بالقلق,, فمشيت تقريبا لمدة ساعة متواصلة قطعت فيها تقريبا حوالي كيلو ونص ماكنتش محتاج فيهم إني أحط أي علامات وخلالهم كنت كل ما اتقدم أكتر كان الكهف ارتفاعه بيعلى  عشان في الآخر أوصل لمفترق فيه تلات مداخل لتلات كهوف اللي على اليمين كان عرضه حوالي تلاته أو أربعه متر والطريق فيه نازل تحت بزاوية إنحراف عن السطح المستوي حوالي خمسة وأربعين درجه وارتفاع الكهف نفسه كبير ممكن يعدي السته متر والتاني كان في نفس مستوى الكهف اللي أنا فيه من كل النواحي والتالت كان بيميل الطريق اللي فيه للارتفاع بنفس الزاوية,, فعشان أخد قراري فكرت بدماغ المغامر,, مش بدماغ واحد داخل يدور على حد,, يعني هفترض إني جاي هنا أعيش جو المغامرة وأقرر بناء على الاحساس ده,, وساعتها قررت إني همشي في كل طريق حوالي مية متر وأرجع تاني للمفترق وأقرر بعدها هكمل في أي واحد من التلاته,,
ارتحت شوية وشربت وبعدها سيبت شنطتي وأخدت الكشاف وعلبة الدهان وأخدت الطريق اللي نازل لتحت ومشيت فيه,, كنت حاسس أني بجري مش ماشي نتيجة ميل الطريق اللي كان كل شوية معدل إنحرافه بيزيد لغاية ما في وسط جريي ده وعلى نور الكشاف وعلى بعد خطوات مني ماكنش في طريق,, فحاولت أفرمل نفسي لدرجة إني إترميت ببطني على الارض وزحفت خطوات بعدها بحكم اندفاعي,, عشان جسمي يقف بالظبط قبل الحفرة أو الأخدود اللي كان بينتهي بيها الطريق ووقعت علبة الدهان فيها,, فسندت على آخر الجدار وقمت بهدوء وبصيت على الحفرة اللي كان بيني وبينها سنتيمترات كانت حفرة دائرية ضخمه نور الكشاف مش واصل لقعرها ولا لسقفها نصف قطرها ممكن يزيد عن عشرة متر فبدأت أتراجع بهدوء وأنا بزحف بايديا ورجليا وطالع في نفس الطريق اللي دخلته لغاية ما وصلت لمفترق الطرق,, لقطت نفسي وشربت مياة,, وانا بتحسر على علبة الدهان اللي ضاعت في أول طريقي,, بس قلت هستبدل العلامات بفوارغ الاكل والمياة,, وقررت أدخل الطريق المستوي اللي بعده اللي كان في النص,, ومشيت فيه شوية لغاية ما بعد المسافة اللي كنت قطعتها في الطريق اللي قبله لقيت نفس الحفرة الضخمة اللي كانت ناهية الطريق اللي قبلة لكن الحفرة كانت واكله نص الطريق أو اكتر وسايبه نصه يعني مفيش جدار على يميني والطريق بدل ما كان عرضه حوالي خمسه متر كان عرضه حوالي مترين,, نص طريق,, نص سقف,, نص كهف بس المهم أنه مكمل فقلت هكمل المية متر بردو وأتجاوز الحفرة أشوف أيه بعدها في الطريق وبعدها ارجع المفترق تاني,, وساعتها كنت ماشي بحذر كبير بتحسس خطواتي خايف من الطريق ومن مدى متانته وفجأة اللي كنت خايف منه حصل وبدأ الطريق ينهار من ورايا فبدأت أجري بسرعة وتقريبا كل ما كنت بجري كل ما الطريق كان بينهار ورا رجلي,, لغاية ماعديت الحفرة ووصلت الناحية التانية من الكهف بعد ما الطريق بقا في خبر كان,, وبقيت ساعتها من غير مياة ولا زاد ولا طريق رجوع,,
ساعتها كنت مبرق عينيا وأنا ببص على الحفرة ورايا, ومش عارف أفكر إزاي أو اقول إيه أو أعمل إيه,, ثواني مرت في ذهول وبدون تفكير,, فقعدت على الأرض,, وقعدت اقول في بالي أكيد في مخرج تاني من سلسلة الكهوف دي,, ولازم أكمل في طريقي وبسرعة لأن ماعدش في بطاريات للكشاف ولا زاد ولا مياة,, فبدأت اتحرك لقدام وكل شوية كنت بلاقي تقاطع كهوف فاخد أي طريق من غير كتر تفكير أو إختيار أحيانا كان يبقى الطريق مكمل واحيانا كنت ألاقيه طريق مسدود فأرجع تاني عشان أخلف طريقي والحفرة الاولى ماكانتش الأخيرة عديت على حفر وأخاديد كتير كان يبقى مارر عليها طريقى واحيانا كان بيبقى في سقفها اللي على بعد أكتر من كيلو أو أتنين نور وكأنها فتحات في سقف الجبل من فوق,, كنت بمشي ساعة وأريح شوية وأرجع أمشي تاني,,لغاية ما مر على وجودي جوا جوف الجبل أكتر من سبع ساعات كان نور الكشاف ضعف,, وكنت أنا في قمة التعب والعطش,,
فوقفت وبدأت أزعق بصوت عالي_إنتوا ماظهرتوش ليه...مش عايزين واحد قلبه ميت....ولا أنتوا مش موجودين أصلا....أيوه أنتوا مش موجودين...
كنت بقولها بأعلى ما فيا من صوت وبتحدي,,, يمكن يظهروا وساعتها ممكن يكون في أمل لكن ماكانش في أي رد إلا صدى صوتي المتآكل اللي كان بيتكرر مع كلمة [موجودين]
=دين...دين..دين
حسيت ساعتها للحظه أنه مش صدى صوت,, وأنهم فعلا بيردوا عليا,, بس بطريقتهم  وبيكرروا كلمة موجودين
أو أنا بخرف
المهم إني مددت في محاولة بائسة للنوم في ظل العطش اللي أنا فيه,, وماكنتش خايف لا من حشرات ولا من زواحف لأن المكان فعلا مقفر, مافيهوش حياة نهائي
كان بيغلبني النوم لهفوات وأرجع أفوق طوال فترة ماكنتش عارف هي قد إيه ولا عارف أنا في ليل ولا نهار لغاية ما قمت من نومي وكان الكشاف فصل تماما
فقررت اقوم واتحسس طريقي في الضلمه,,
كنت ماشي زي الأعمى ساند على الجدار وكل شوية رجلي تخبط في صخرة وأقع وأرجع أقف تاني وأرجع أكمل 
وبعد ساعات من المشي في الظلام قعدت
شفايفي جافة,, حلقي مشروخ,, ألم في كل جسمي,, وهن تام وماعدش في أي قدرة على الحركة وماعدش في أمل ,,
ماكنتش متصور إني هموت كده,,
طول عمري فاكر إني بطل الحكاية,, اللي بيعدي كل المصاعب وفي الآخر بيرجع يحكي حكايته,,
لكن تقريبا لو حد عرف حكايتي هيعرفها من الكاميرا اللي على راسي لو جه يوم وحد دخل هنا
ساعتها بدأ شريط حياتي يعدي من قدام عينيا بس أكتر حد كنت مفتقده هي أمي الله يرحمها,,
واللي تقريبا هكون معاها قريب
حتى جا على بالي ساعتها آخر كلامها ليا
لما كانت بتقولي,, خلي بالك من نفسك وحط ربنا دايما قدام عينيك,, ودايما إصلح من نيتك في أي طريق تمشيه,, صلاح النية بيفتح البيبان المقفولة وبينور الطرق الضلمة وبيغير جزاء سعيك من السيئة للحسنة
ساعتها فكرت ثواني
وافتكرت إني وأنا داخل هنا ماكنش في في دماغي الا الفلوس والرحلة والمغامرة,,
ساعتها نطقت وقلت وكأني بكلم نفسي _طالما لسه فيا نفس داخل ونفس طالع فإيه المانع من إني أنوي من دلوقتي أني هنا عشان أنقذ روح إنسان وبس
حتى لما أموت أبقى ميت على نية سليمه..
ونويت كمان إني لو طلعت هتبرع بكل الفلوس اللي هتطلعلي لأعمال الخير
وتحاملت على نفسي وقمت وقفت عشان أمشي ولو خطوات بنيتي الجديدة وبمجرد ما خطيت أول خطوة اتصدمت بريح بارد في وشي وصدى صوت بيقول
_مش خايف؟؟
فابتسمت وقلت بصوت متهالك=ماعدش فيا طاقة للخوف
_وليه رميت نفسك في التهلكة
=جيت احيي روح انسان
_لولا خطيت بنية الخير خطوة لكنت هلكت,, اللي جاي في الخير بنحمل له الخير واللي جاي في اللهو بنلهيه أكتر وأكتر
=يعني هخرج؟؟
_خروجك على بعد خطوات,, بعد ما هنكشف عن عينيك كل مخرج غميناها عنه,, واللي أنت جيت بنية الخير عشانه هتلاقيه مرمي في طريقك,,
وساعتها إختفى الصوت زي ما ظهر لكن شفت بصيص نور داخل في آخر الكهف اللي أنا فيه,, فحسيت بطاقة جديدة إتضخت في عروقي,, وبدأت أمشي لغاية ما لقيت شاب مرمي جنب الجدار, ساعتها روحت سندت دراعه على كتفي,, وبدأت أجر فيه وأنا ماشي لغاية ما خرجنا من بطن الجبل وماكنش قدامنا غير الصحرا  فرميته واترميت جنبه لغاية ما عدت رحلة سافاري
الشاب رجع لأهله بعد تعافي اسبوعين في المستشفي ومن حسن حظه أنه ماكنش بيسيب شنطته وهو بيتحرك وكان معاه زاد اسبوعين فلما حس بالتوهه بدأ يختصر في اكله والمياة
الحقيقة أنا اتبرعت بنص المبلغ بس لأعمال الخير والنص التاني إتجوزت بيه,, ماهو بردو الجواز من أعمال الخير
تمت


لا توجد تعليقات حتى الآن "جبل الجن👻الجزء الثالث و الاخير - اليك القصة"

إرسال تعليق

ملاحظة للجميع
  • يمكنك وضع تعليق بصورة أو فيديو YouTube أو Vimeo.
  • المرجو ترك تعليق يتعلق بنفس هذا الموضوع.
  • لا يجوز الترويج للسلع أو البيع.
  • لا تقم بتضمين روابط مشبوهة في التعليقات.
  • سيتم حذف التعليقات ذات الروابط السبام تلقائيًا
  • *علق بشكل جيد ، شخصيتك تنعكس عند التعليق.

اعلان اول المواضيع

اعلان وسط المواضيع الاول

اعلان وسط المواضيع الثاني

اعلان اخر المواضيع