طريق المتربة - اليك القصة

طريق المتربة - اليك القصة



طريق المتربة

( قصة حقيقية )

" أن ما ستقراءه الأن هى قصة و رواية حقيقية حدثت بالفعل و صدقني عزيزي القارئ تصديقك لها او عدم تصديقك لن و لم يغير الواقع ، ف راوي تلك القصة لا ينتظر منك التصديق و لكن ينتظر منك الدعاء له "

في حاجات كتير بتخوف فالدنيا زي الجن و العفاريت ، و زي ما في مخلوقات تخوف في برضه أماكن تخوف زي المستشفيات و المقابر و و و و ...
لكن انا اكتر شئ كان بيخوفني فالدنيا هو طريق، متستغربش اوي كده ، اه انا بخاف من طريق و هتفهم انا ليه بخاف منه اوي كده لما تسمع حكايتي ....

انا راضي
عندي ١٩ سنة

ساكن ف أحدى قرى محافظة الجيزة.
القرية بتاعتنا تعتبر قرية ريفية و ده نظراً لمساحة الاراضي الزراعية الكبيرة اللي فيها، قريتي تابعة لمحافظة الجيزة لكنها تبعد تمام البعد عن عمار مناطق وسط الجيزة و بتعتبر قرية منسية بعض الشئ ، و لما بقول منسية بقصد انها منسية من الخدمات زي المستشفيات و المصالح الحكومية و كمان الكهرباء ، و لك ان تتخيل عزيزي القارئ ان لحد النهاردة في طرق كتير ف القرية مفيهاش عمدان نور لأضاءة بعض الطرق و عشان كده محدش كان بيمشي فيها بعد غروب الشمس و من الطرق دي كان طريق مشؤوم اسمه المتربة ، و عشان اكون دقيق فالوصف الطريق ده هو عبارة عن شارع طويل مش متسفلت بيبتدي من اسفل احد الكباري و بينتهي عند الطريق العمومي المؤدي للطريق الصحراوي .

من يوم ما وعيت عالدنيا و انا بسمع تحذيرات من الناس الأكبر مني اللي دايماً كانوا بيقولوا جمل و حكايات تخوف من الطريق ده ، زي مثلاً ( اللي بيمشي فالطريق ده بالليل مبيرجعش تاني ) .... ( الواد سعيد ابن الحج عمارة كان رايح الأرض بالليل و مشي من طريق المتربة و مرجعش لحد الصبح و لما الصبح طلع لقوه مقتول و متقطع ف نص الطريق ..)
اختلفت الأقوال و الحكايات لكنها دايماً كانت بتحمل رسالة واحدة و هى ان الطريق ده اللي بيمشي فيه بالليل مبيرجعش تاني و ان رجع بيكون مجذوب زي ( سمير المجنون ) اللي ف مرة خده الفضول لطريق المتربة وراح يشوف الناس خايفة من الطريق ده اوي كده ليه ، و لما راح و رجع لقى بيته محروق و مراته و عياله ميتين جواه و من ساعتها و هو بقى مجذوب و بيمشي يكلم نفسه فالشارع و ساعات بيقول كلام مش مفهوم زي ( خدوا عيالي علشان اتحدتهم ) ، الحقيقة كل ده مكنش بيهمني ولا كنت مهتم بيه و كنت بشوف ان دي خرافة وان مفيش جن ولا عفاريت فالطريق ده لكن دايماً كنت بسمع الكلام من باب الاحتياط و كنت بتحاشى ان انا امشي فالطريق ده سواء فالليل او فالنهار لحد ما اضطريت ف يوم من الايام ان انا امشي فالطريق ده ...
ف اليوم ده والدتي كانت تعبانة جدا و للأسف الوقت كان متأخر و مكنش في دكاترة موجودين فالوقت ده و لأن اقرب مستشفى من بيتي على الطريق الخارجي كان لازم امشي من طريق المتربة لأن انا لو ملحقتش والدتي و جبت لها دكتور احتمال كبير يجرالها حاجة و عشان كده أستلفت الموتوسيكل بتاع محمد جاري و أخدت مصطفى اخويا معايا و روحنا علشان نجيب أي دكتور يجي يشوف أمي مالها لأن حرارتها كانت مرتفعة جداا رغم أننا حاولنا بكل الطرق المعروفة أننا نساعد ف نزول الحرارة لكن للأسف مكنش في فايدة .
المهم ركبت الموتوسيكل و اخويا مصطفى اللي اصغر مني بسنتين كان ورايا و لأننا مكنش قدامنا حل غير أننا نمشي فالطريق ده بالليل اضطرينا نمشي فيه مرغومين ، كانت الساعة تقريباً ١٢ و نص بعد نص الليل و بصراحة كنت خايف امشي من الطريق لكن اخويا مصطفى شجعني و قالي ( متخفش ، امشي يا راضي و انا معاك و كمان لازم نلحق نجيب دكتور ل أمنا و إلا هتموت ) ...
و فعلاً سمعت كلامه و مشيت من الطريق اللي كان مظلم تماماً و كان ظلامه موحش و مخيف لكن اضاءة كشاف الموتوسيكل كانت مخلياني اشوف كويس الطريق قدامي و كان الكشاف منور لي بدرجة كبيرة و كان مخليني شايف كويس الطريق اللي كان على جانبيه اراضي زراعية كثيفة و مرعبة ف نفس الوقت ، فضلت ماشي فالطريق لمدة خمس دقايق تقريباً لحد ما فجاءة لقيت قدامي جثة ف نص الطريق ، وقفت الموتوسيكل و قلت ل مصطفى ...
- جثة مين دي يا مصطفى ؟!
رد مصطفى و قالي ....

- الله اعلم جثة مين يا راضي ، بص انت شغل الموتوسيكل و عدي من جنب الجثة و ملناش دعوة بيها ، و بعدين انت مبتسمعش عن الناس اللي بيموتوا فالطرييق لما بيقف.....
مكملش مصطفى اخويا كلامه و مرة واحدة لقيته سكت ، بصيت ورايا علشان اشوف مصطفى ماله و سكت ليه، لقيت عينيه بيضا تماماً و في سائل ابيض بينزل من فمه و لسه بيبدء يتشنج و اول ما بدء يتشنج وقع من على الموتوسيكل ، سندت الموتوسيكل على الحمالة بتاعته و نزلت اشوف اخويا ماله لكن اول ما نزلت ملقتش اخويا على الأرض ، طلعت الموبيل من جيبي و نورت الكشاف و فضلت ادور عليه لكن مفيش ، مصطفى اخويا كأنه فص ملح و داب ، فجاءة سمعت صوت طقطقة جاي من ورايا ، لفيت وشي و وجهت الكشاف ناحية مصدر الصوت لقيت الجثة اللي كانت ف نص الطريق واقفة قدام كشاف الموتوسيكل و بتبصلي ، كانت جثة رجل عجوز و لابس لبس زي اللي بيلبسوه شيوخ الأزهر ، و كان وشه مليان دم و جلابيته كان فيها بقع دم كتير و العمامة اللي كان لابسها كان لونها رمادي من امتزاج الدم اللي كان مالي وشه و راسه بالتراب ، بصراحة اول ما شوفت الشكل ده قدامي اترعبت و غصب عني صرخت بصوت عالي و اول ما فتحت فمي و صرخت حسيت بحاجة قوية خبطت ف وشي و اول ما خبطتني حسيت بألم فظييييع جوه فمي و حسيت ان في نار ولعت ف لساني ، حاولت اتمالك نفسي و اقاوم لكني مقدرتش و حسيت بألم قووي جدا ف راسي و اول ما حسيت بالألم ده لفيت وشي و نسيت بقى مصطفى اخويا و امي التعبانة و نسيت كمان الموتوسيكل و خدت بعضي و جريت ناحية اول الطريق ، كنت بجري بسرعة انا معرفش انا قدرت أجري بيها ازاي مع ان انا فالطبيعي مش بعرف أجري بالسرعة دي ، بس اثناء ما انا كنت بجري كنت سامع صوت ناس بتتكلم ورايا ، لكن الصوت كان بيبعد كل ما كنت بجري ، و لأن انا كنت خايف مكنتش ببص ورايا و كملت جري لحد ما خرجت من الطريق خالص و دخلت عند اول مدخل البلد و عند اول بيت شوفته وقفت قدامه و خبطت على بابه و بعد كده محستش بالدنيا و فقدت الوعي من شدة الألم اللي كنت حاسس بيه ....

فوقت على صوت بيقول ( اتفضل انت يا حج و هو لما يفوق هبقى اتصل عليك ) .... فتحت عيوني بالعافية لكني مكنتش شايف كويس ، حاولت اتكلم لكني معرفتش و حسيت ان في جمرة من النار جوه فمي ، فركت عنيا بأيدي و بقيت قادر اشوف الدنيا من حواليا كويس ، شوفت نفسي ف أوضة ف المستشفى العام اللي ف بلدنا و شوفت رجل لابس لبس تمريض و لقيته بيقرب نحيتي و هو بيقول ...
- حمد الله على سلامتك يا راضي يا ابني .
حاولت اتكلم و ارد عليه لكني معرفتش برضه و كنت لسه حاسس بألم قوي جدااا ف فمي ...
قرب الممرض نحيتي و قالي ....
- متحاولش تتكلم يا ابني ، الناس لما لقوك مرمي قصاد بيت احمد ابو مرتضى اللي بعد اول طريق المتربة بشوية كنت فاقد الوعي و لسانك مقطوع ، و لما لقوك كده شالوك و جابوك على هنا و كانوا فاكرين انك ميت ، بس الحمد لله انك حي و فوقت بالسلامة .
شاورت للمرض بحركة معناها ان انا عاوز اكتب ، جابلي الممرض ورقة و قلم ، مسكت القلم و كتبتله .
- طب اخويا راح فين ؟

رد عليا و قالي ....
- اخوك مصطفى لقوا جثته النهارده الصبح ف نص طريق المتربة و لقوا جنبه موتوسيكل .
كتبتله تاني ...
- طب و امي ؟
بص الممرض فالورقة و اتأثر جدا و مسح بأيده على جبينه و قال ....
- الله يرحمها يا ابني ، الأعمار بيد الله ، شد حيلك انت راجل و ربنا يجعلها أخر الأحزان ..
بصراحة حسيت بكسرة و بألم عمري ما حسيت بيهم ف حياتي ، و ده لأن انا أخدت مصطفى اخويا علشان نجيب دكتور ينقذ أمي و أمي اهي ماتت و مصطفى اخويا كمان مات و كل اللي عملته راح هدر .
كتبت للممرض على الورقة ..
- ليه ده كله ؟ ، و انا ذنبي ايه ؟
بص الممرض للورقة و بدء يتكلم و يقول ....
- طب و اللي ماتوا قبل كده كان ذنبهم ايه ؟ ، بص يا راضي يا ابني ، طريق المتربة ده من زمان و هو ملعون و محدش بيمشي فيه و لا بيتكلم عنه و ده بسبب حكايته اللي الكل بيخاف يحكيها لاحسن يتأذي ، لكن انا هحكيهالك ، الطريق ده محدش بيقرب منه ولا بيمشي فيه من بعد اذان المغرب لحد اذان الفجر و ده بسبب انه من كام سنه حصلت عندنا فالبلد فتنة طائفية و كان في مجموعة من الارهابيين طلعوا على الكنيسة اللي ف اخر البلد و ولعوا فيها ، طبعا ساعتها الناس ثارت و هاجت و كانت هتحصل فتنه كبيرة بين المسلمين و المسيحين فالبلد و ده بسبب الكنيسة اللي ولعت ، وقتها اعضاء مجلس الشعب و ظباط المركز لما حسوا بالخطر بلغوا الكنيسة و الأزهر باللي حصل و اتفقوا أنهم هيبعتوا لنا لجنة مكونة من شيوخ من الازهر و قساوسة من الكنيسة علشان يعملوا قعدة صلح و تراضي بين كبار المسيحين و كبار المسلمين فالبلد و علشان يفهموهم ان اللي حصل ده محاولة من الارهابيين لتدمير البلد و لزرع الفتنة و ان احنا مش لازم ننساق وراها ، لكن طبعاً الأرهابيين مكانوش هيخلوا جلسة الصلح دي تتم على خير و علشان كده اتربصوا بالأتوبيس اللي كان جايب الشيوخ و القساوسة من القاهرة و استنوهم ف طريق المتربة بالليل و اول ما الأتوبيس قرب فتحوا عليه الرصاص من كل مكان ، طبعا ليلتها كل الناس سمعت صوت ضرب النار بما فيهم ظباط المركز و وقتها اتحركت قوة من المركز و معاها بعض الاهالي ناحية صوت ضرب النار اللي كان جاي من طريق المتربة و لما راحوا هناك لقوا الأتوبيس اللي كان جايب الشيوخ و القساوسة من القاهرة لبلدنا واقف فنص الطريق و الرصاص مخترق هيكل الاتوبيس من كل مكان و كل اللي فالأتوبيس ميتين سواء شيوخ او قساوسة او حتى رجال شرطة ، يعني كل اللي فالأتوبيس أتصفوا تماماً ، وقتها اهالي البلد من مسلمين و مسيحين عرفوا ان اللي عمل كده هم الجماعة الأرهابيين دول ، ساعتها اتوحدوا ضدهم و بعد ما واحد من اللي واقفين قال ان الجماعة دول بيستخبوا ف وسط غيطان الذرة فى طريق المتربة ، قرروا الاهالي و بعد موافقة اصحاب المحاصيل ف المكان ده أنهم يولعوا ف الغيطان اللي مستخبي فيها الارهابين دول و ده كان اغبى قرار اخدوه لأنهم بعد ما حرقوا غيطان الذرة و هى جواها الجماعة الارهابيين دول ، هم كمان اتحرقوا مع الزرع اللي اتحرق لأنهم ليلتها كانوا مستخبين جواه ، بعد كده جت قوات من المركز و من المستشفى خدت جثث الناس اللي ماتت ف الاتوبيس و جثث الأرهابيين اللي اتحرقت ، و من يومها يا ابني اتحول الطريق ده بعد كده لمرتع للعفاريت و الجن و مبقاش حد بيقدر يمشي فيه سواء على رجله او راكب موتوسيكل او سيارة إلا اما يلاقوه تاني يوم ميت و اللي بيقدر يخرج يأما بيتجنن يأما بيبقى زي حالاتك كده ، لا مؤاخذة يا ابني ( أخرس ) او مجنون ، و بعد فترة حاول اهل البلد يركبوا لمبات و عمدان نور علشان ينوروا الطريق فالليل لكن للأسف كانوا بيصحوا تاني يوم و يلاقوا اللمبات دي متكسرة و يرجع الطريق ضلمة تاني ، و حرفياً بقى الطريق مهجور و محدش بيمشي منه بالليل و حتى اصحاب الاراضي اللي على جانبين الطريق استعوضوا ربنا ف الارض و بقت ارض بور لأنهم مبقوش قادرين يزرعوها لأنهم كل ما يزرعوها الصبح و يمشوا و يسيبوها بالليل بيجوا تاني يوم يلاقو الأرض محروقة زي ما كانت ...
بصيت باستغراب للممرض و كتبتله ...
- بس انا لما كنت ف الطريق كانت الارض اللي على الجانبين فيها زرع ..
بص الممرض ف الورقة و قالي ..
- والله يا ابني انا معرفش ، بس الطريق لما الناس بتمشي فيه الصبح بيكون مقبض و فيه ريحة سيئة جدا و مبيكونش فيه اي زرع و بتكون الارض اللي على جانبيه ارض بور و محروقة و مفيهاش زرع ....

عدت الأيام و خرجت من المستشفى و رجعت البيت اللي بقى مفيهوش غيري انا و ابويا ، رجعت البيت لكني رجعت من غير اخويا ، و امي كمان ملحقتهاش و اديني اهو اخرس ، اه اخرس و مفيش ف أيديا حاجة غير ان انا اكتب و اكتب و اعرف كل الناس باللي حصلي و لعل كلامي ينبه ناس كتير و يخليهم يبعدوا عن طريق المتربة و يبعدوا كمان عن الفتنة اللي كانت سبب من اسباب لعنة الطريق ، و احب اقول لكم ان انا لحد النهاردة مبعرفش انام من الكوابيس اللي بشوفها ولا بعرف اعيش زي الناس من عذاب الضمير بسبب ان انا مقدرتش احافظ على اخويا ولا قدرت الحق امي ، لكن كل اللي انا قادر أعمله دلوقتي هو ان انا اكتب و اكتب و احذر كل الناس و اعرفهم ان اللي بيروح طريق المتربة بالليل مبيرجعش تاني و ان رجع بيبقى زي حالاتي كده ( أخرس ) او زي ( سمير المجنون ) ماشي يشتم الناس فالشارع و بقى فرجة للكل ، و للأسف كان نفسي و انا بكتبلكم حكايتي اكتب لها نهاية و اقول لكم ان المشكلة اتحلت ، بس للأسف المشكلة لسه زي ما هى و لسه طريق المتربة هو طريق موت و هلاك للي يفكر يمشي فيه بعد غروب الشمس ..... تمت

محمد_شعبان
العارف


لا توجد تعليقات حتى الآن "طريق المتربة - اليك القصة"

إرسال تعليق

ملاحظة للجميع
  • يمكنك وضع تعليق بصورة أو فيديو YouTube أو Vimeo.
  • المرجو ترك تعليق يتعلق بنفس هذا الموضوع.
  • لا يجوز الترويج للسلع أو البيع.
  • لا تقم بتضمين روابط مشبوهة في التعليقات.
  • سيتم حذف التعليقات ذات الروابط السبام تلقائيًا
  • *علق بشكل جيد ، شخصيتك تنعكس عند التعليق.

اعلان اول المواضيع

اعلان وسط المواضيع الاول

اعلان وسط المواضيع الثاني

اعلان اخر المواضيع