تجربه محظورة - اليك القصة

تجربه محظورة - اليك القصة



أستيقظ من النوم ..
أنظر حولي ..

على فراش في غرفة متواضعة أثاثها من طراز قديم أشعر بألم ووجع في رأسي ..

لا أعرف أين أنا ولا أتذكر غير أن إسمي بيتر !!
أسمع طرقات على باب الغرفة ..
تحركت في صعوبة ..

فتحت الباب وجدت شخص طويل ونحيف قليلاً ذو بشرة سوداء يحتضني بقوة ويقول أشتقت لك يا بيتر ..
كيف حالك الآن..

صمت قليلاً ..
ثم قلت انا بخير من انت ؟؟

نظر لي في إبتسامة ..
وقال لقد حدثنا الطبيب إنك ستفقد الذاكرة لبعض الوقت ..

أنا صديقك هنري
ثم أخرج صورتان من جيبه وقال هذه جدتك هى الآن تنتظرنا..

قاطعته ..
تقول جدتي ..

قال نعم ..
قلت له وأين هى ..

قال فى المنزل تنتظرك ..
قلت وأنا أنظر حولي إذن ما هذا المكان ..

قال انها غرفة فندق جئت بك إلى هنا حتى تفيق لكي لا تفزع جدتك بعد الحادث ..

قلت أى حادث ..
قال صدمتك سيارة اثناء سباق الدراجات الم تتذكر ذلك ايضاً ..

قلت لا أتذكر شئ دعنا نذهب من هنا ..
إنطلقنا بسيارة هنري من الفندق إلى منزلى حيث اعيش انا وجدتى كما يقول ..

تذكرت أن هنرى أخرج صورتان فى الفندق كانت إحداهما لجدتى فسألته عن الصورة الثانية ..

قال وهو يخرجها من جيبه كنت أريد أن أنبهك فقط .!!فإن صاحبة الصورة لن تقبل تحت اى ظرف أن تنساها حتى لو لم تتذكر بقية العالم ..

قلت له وأنا أنظر الى الصورة .. من هذه الجميلة ..
قال هذه هيلين حبيبتك وهى الآن فى إنتظارنا مع جدتك ..

لا أعرف سبب سعادتى الكبيرة لمعرفة ذلك ..
انها حقاً رائعة الجمال ..

وصلنا الى المنزل ..
كانت جدتى أمام الباب ..
إمرأة عجوز تجاعيد وجهها بارزة ضمتنى إليها وهى تبكى ..
وتقول لا تفعل ذلك مجدداً يا بيتر لقد كنت قلقة جداً عليك ..

خلفها كانت تقف هيلين الجميلة وجهها مبهج كزهرة عباد الشمس وشعرها الأشقر الذي يتطاير على وجهها مع نسمات الهواء ..

لم أعرف كيف أتصرف حين رأيتها تركض نحوى وتحتضنى بقوة ..

دخلنا إلى المنزل جميعاً ..، كانت هيلين وجدتى قد حضرا الغداء وأخذنا نتحدث كثيراً ..

حتى إنى تذكرت أشياء عنهم هم الثلاثة ..
لكني لم أتذكر أى موقف يجمع بينى وبينهم فى الماضى ..

لكن رغم ذلك ..
كنت سعيد أنى بينهم الآن وكأن حياتى تبدأ من جديد ..
بالطبع كنت أحب أن أتذكر كل لحظة مع حبيبتى هيلين وجدتى الحنونة وصديقى هنرى ..
مضت عدة اسابيع..

أنا سعيد للغاية جدتى حنونة جداً معى تخاف على وتهتم بى ..

وهيلين التى أشعر بحبها مع كل كلمة تنطق بها وكل نظرة منها ..
انها جميلة وبريئة كان وجودها معى يملأ حياتى بالبهجة والسعادة والحب ..

وهنرى صديقي ..
هو بمثابة أخي يقف بجانبى ويساندنى دوماً كما قالت جدتي..

لا يضايقنى سوى بعض الكوابيس التى أراها كل ليلة ..
حيث أري أني ملقى على سرير داخل مستشفى بدون أقدام لا أستطيع الحركة ..

تتكرر هذه الكوابيس كل ليلة ..
وفي أحد الأيام خرجنا أنا وهيلين وهنري الذي أصطحبنا بسيارته إلى أحد المنتزهات وعندما أكلنا ..

شعر هنري بألم شديد في معدته ..
كان لابد من نقله إلى أقرب مستشفي ..

حملناه أنا وهيلين إلى السيارة وذهبت به إلي مستشفي قريبة بمساعدة هيلين التي كانت تدلني علي الطريق لأني لا أتذكره ..

نقف في أحد طرقات المستشفى أتى طبيب وطمئننا على حالة هنري وقال سيخرج معكم بعد ساعة ..

لا أعرف ماهية المشاهد التي رأيتها في عقلي وقتها ..
عن وجودي داخل مستشفي أخري والأطباء حولي لكن كنت انا المريض ..

لم يكن شئ واضح كأني داخل حلم ..
إستفقت على صوت هيلين وهي تقول هيا لنأخذ هنري للمنزل ..

خرجنا ثلاثتنا من المستشفي هنري لا يزال متعب صعدنا الى السيارة وذهبنا إلي منزله ليرتاح ..
وعدنا أنا وهيلين إلى جدتي ..

في اليوم التالي أتى هنري وكانت حالته قد تحسنت كثيراً ..

جلسنا نحتسي بعض القهوة
لاحظت أن هنري يطيل النظر إلي ..
قلت له ما بك يا هنري ..

قال ماذا حدث أمس ..
قلت له لقد مرضت وذهبنا بك إلي المستشفي ..
قال حقاً

ثم أكمل وقال .. كيف ..
قلت له ..

ما بك يا هنري لقد مرضت وذهبت بك إلي المستشفي بالسيارة ما الغريب في ذلك ..

قال الغريب يا صديقي أنك لم تتعلم القيادة ابداً ولم تقود سيارة من قبل لذلك كنت تحب ركوب الدراجات ..
فقل لي ..

كيف تمكنت من قيادة سيارتي أمس بكل سهولة ذهاباً واياباً ..

نظرنا لبعضنا البعض في إستغراب ..
ثم ساد الصمت قليلاً
هنري أحقاً ما تقول ..
نعم يا بيتر ..

هيلين ايضاً تعلم ذلك ولم تخبرك بشئ ..
قلت لها أني كنت أعلمك القيادة لتفاجأها ..
ما بك يا بيتر أنت تغيرت كثيراً بعد الحادث ..
قلت له كيف ..

قال انا لا أعرف كيف نجوت من هذا الأرتطام لقد ظن الجميع إنك فارقت الحياة ..

عندما نقلناك إلي المستشفي كنت شبه ميت واستمرت الغيبوبة لشهر ..

وحين حدثني الطبيب إنك استعدت وعيك ..
كانت معجزة بالنسبة لنا ..

مما جعلني أذهب بك لأحد الفنادق بعيداً عن جدتك حتي تمثل للشفاء ..

كنت أعرف للمرة الأولي اني كنت في غيبوبة ..
لا أعرف ما بي يا هنري ..،

أري كوابيس غريبة كل يوم ..
أري أني داخل سيارة معى سيدة وطفلان ونصطدم بشاحنة كبيرة ..

كأنى أرى مشاهد من حياة شخص اخر ..
لم أخبر احداً غيرك بهذه الكوابيس فأنا لا أريد ان أقلقهم مرة اخرى ..

قال هنري لا بأس ..
ربما يكون ذلك من تأثير الحادث والغيبوبة التي مررت بها ..

نظرت لهنري وقلت ..
أي حادث وأي غيبوبة تلك التي أتعلم منها القيادة ..
كنت أنظر ل هنري الذي بدا علي وجهه الإستغراب والحيرة ..

مرت الايام وتلك الكوابيس تطاردنى وقد زادت عن كونها مشاهد صغيرة الى تفاصيل كاملة وحياة آرى نفسى فيها ..

لكن لم تكن جدتى ولا هنرى ولا هيلين بها ..
كنت ارى سيدة اخرى كانت زوجتى ولدينا طفلان صبى وفتاة كانت تنادينى توم ..

وتنتهى معظم الكوابيس بحادث السيارة ..
وأرى نفسى على فراش مستشفى لا اتحرك ..

أطباء كُثر حولى من بينهم طبيب اعرفه جيداً ..
كنت أنادى عليه كثيراً فى كوابيسى يدعى دكتور " بيل "
مرت عدة أيام كنت أجلس بمفردي كثيراً ..

أفكر ماذا يحدث لي ..
أشعر أني منقسم إلي نصفين ..

نصف " بيتر " والنصف الآخر " توم " الذي أري مشاهد حياته بالتفصيل ..
لا أعرف ما العلاقة التي تربطني به ..
ولما أشاهد كل هذه الكوابيس ..

أسمع طرقات علي باب غرفتي ..
إنها جدتي ..
تفضلي

قالت ما بك يا بني لما تمكث في غرفتك كثيراً هذه الأيام ..
أحدث مني شئ ..
أأنت غاضب مني ..

ضممتها وقلت لا يا حبيبتي لست غاضب منك ..
انا مرهق قليلاً فقط ..
قالت جدتي ماذا بك ..
قلت لها تراودني كوابيس كل ليلة عن حياة أخري أعيش فيها ..

قالت جدتي وهي تبتسم انا لدي علاج لحالتك..
قلت لها أي علاج ..
قالت لابد أن تتزوج وتصنع حياة واقعية بديلة للحياة التي تراها في كوابيسك ..

تذكرت هيلين الجميلة ..
انا أحبها كثيراً

قلت لجدتي سنتزوج الإسبوع القادم إذن ..
فرحت جدتي وضمتني إليها بقوة ..

في اليوم التالي عندما جاءت هيلين وقلت لها ..
غمرتها سعادة بالغة وأخذت تقبلني و تضحك ..
إنها ساحرة في كل شئ ..

انا سعيد لوجودها في حياتي ..
أريد أن ينتهي عمري وانا بالقرب منها ..

في الليلة التي تسبق الزفاف أجلس في غرفتي فرحاً اقول لنفسي غداً سأتزوج من هيلين حبيبتي..
أحضر لي هنري بدلة جديدة وزين سيارته بالورود سيأخذنا إلي المطار بعد الزفاف سنقضي شهر العسل في الخارج ..

نمت وانا أريد أن يذهب الليل سريعاً ..
حتي يأتي نهار زواجي من حبيبتي .. هيلين ..
في صباح اليوم التالي ..
أستيقظت من النوم ..

أنظر حولي ..
ما هذا ..
أين انا..
أري أني علي فراش داخل مستشفي موصولة بي أجهزة كثيرة..

يوجد أطباء حولي ..
أحاول أن أركز في وجوههم ..
ما هذا ..

هؤلاء الأطباء الذين يظهروا في كوابيسي ..
انا أحلم ..
لكن كل شئ واضح ..
صرخت فيهم أين انا ..
و من أنتم ..

قال أحدهم .. كيف حالك يا توم ؟؟
انا دكتور " بيل "

أنظر له في ذهول ..
دكتور بيل أنت حقيقي ..

انا أحلم..
انا داخل كابوس الآن ..
أليس كذلك ..
أريد ان أستيقظ ..

سأتزوج اليوم وينتهي كل شئ ..
للأسف يا توم إنتهي وقت التجربة ..
و لن تعود لحياة بيتر مرة اخري ..
قلت وانا أصرخ في وجهه انا لست توم ..
انا بيتر ..
انا بيتر ..

قال دكتور بيل ..
ستستعيد ذاكرتك خلال ساعات ..
انت كنت نموذج لتجربة سفر عبر الزمن ..
صوت طبيب آخر يقول دكتور بيل لابد من إعطاءه الحقنة الثانية الآن ..

اقترب مني أحدهم وغرز حقنة في رقبتي غبت بعدها عن الوعي ..
عندما عدت ثانية ..
نظرت حولي.،
غير قادر علي التركيز ..

أقترب مني دكتور " بيل " وعرض لي فيديو أظهر فيه وأقول ..

انا توم بيريز أعلن موافقتي الكاملة وانا بكامل حريتي بدون إجبار علي خوض تجربة السفر عبر الزمن ..
لمدة ثلاثة شهور فقط او كما يري دكتور بيل ..

وهذا إقرار مني بذلك ..
وأتحمل كامل المسؤلية مهما كانت تبعات هذه التجربة..
لا أعرف كيف وافقت علي ذلك .. هذا جنون ..

نظرت لدكتور بيل بغضب وانا اقول كيف جعلتني اوافق علي ذلك ..
كيف وافقت أن أصبح فأر تجارب ..
كيف ..

وهممت بالنهوض من علي الفراش ..
لكني لم أستطع ..

انا لا اتحرك ..
لا أشعر بقدمي ولا يدي ..
انا عاجز تماماً مثل الكوابيس ..

دكتور بيل تحدث بهدوء وقال ..
توم انت طلبت مني أن تكون من يخوض تلك التجربة ..
بعد الحادث الذي تعرضت له انت وزوجتك وطفليك ..

بعد موتهم جميعاً لم يتبقي لك أحد ..
أصبحت عاجز عن الحركة او الجلوس ..

لن تتحرك من هذا السرير ابداً ..
وقد عرضت عليك خوض التجربة بعد مذكرة
( الموت الرحيم ) التي قدمتها لأنك لا ترغب ان تعيش باقي حياتك هكذا ..

وعندما تم رفض طلبك لأن القوانين هنا تعتبر الموت الرحيم جريمة ..
انت من طلب خوض التجربة في سرية ..

لأن تجارب السفر عبر الزمن محظورة وخاصةً السفر للماضي ..

بعد أن تمكن بعض العلماء من إكتشاف عدة طرق للسفر عبر الزمن ودمج المسافر مع توأمه في الزمن الآخر ..

توصل العلم أن لكل شخص توأم مطابق له في كل شئ لكن بحياة مختلفة يظهر كل مائتي عام ..

وانت كنت التجربة السرية الأولي بعد حظر مثل هذه التجارب ..
قلت له كيف فعلت ذلك..

انا كنت متأكد اني بيتر وكيف تم دمجي في حياته وأين ذهب هو أثناء وجودي ..

رد دكتور بيل ..
السفر عبر الماضي يمكننا من التحكم في كل شئ لأننا نعلم ما حدث في الماضي و نعلم أن توأمك بيتر تعرض لحادث ولم ينجو منه وتم استبدالك به أثناء الغيبوبة.. بعد إدخال بعض الذكريات من حياته إلي عقلك .. لتتعرف علي إسمك والأشخاص القريبة منك ..

قلت له غاضباً لماذا لم تتركني إذن في زمن بيتر .. علي الأقل كنت قادر علي الحركة.. وبين عائلة تحبني .، وكنت سأتزوج من هيلين الجميلة..
لما لا تتركني ..

لم يكن بيدينا شئ يا توم ..
كان لابد من رجوعك لعالمك الحقيقي في الوقت الحاضر..
قبل أن تغير شئ في الماضي ..

انت تعلم لماذا تم حظر تجارب السفر عبر الماضي ..
لأن أي تغيير بسيط في الماضي ..
سيغير في المستقبل..

مثلاً ماذا لو قابل شخص ما جده في الماضي وكان لا يزال شاباً وهو لا يعرفه وقتله ..

فأن عائلة هذا الرجل لن تكون موجودة في المستقبل .. هذا مثال بسيط..

فماذا لو قتلت قائد جيش او زعيم دولة أو عالم أكتشف معادلة أفادت البشرية في المستقبل ..
وصولنا للماضي ضرره أضعاف فائدته ..

ولهذا تم حظر هذه التجارب ..
وستعدم كل المعادلات التي تمت في هذا العلم ..
لكي لا تُستغل من أحد لا يعرف مقدار الضرر الذي يمكن أن نتعرض له في الحاضر والمستقبل ..

كنت أسمع كلام دكتور بيل وانا ابكي ..
كيف بعد ما رأيت حياة بيتر وما ينتظره من زواجه من هيلين وحب جدته له ..
وصديقه هنري ..

إلى أن أتقبل وجودي هنا وحيد و عاجز على هذا الفراش
في حياة توم ..

تمت
تجربة_محظورة
محمد_خالد_رزق


لا توجد تعليقات حتى الآن "تجربه محظورة - اليك القصة"

إرسال تعليق

ملاحظة للجميع
  • يمكنك وضع تعليق بصورة أو فيديو YouTube أو Vimeo.
  • المرجو ترك تعليق يتعلق بنفس هذا الموضوع.
  • لا يجوز الترويج للسلع أو البيع.
  • لا تقم بتضمين روابط مشبوهة في التعليقات.
  • سيتم حذف التعليقات ذات الروابط السبام تلقائيًا
  • *علق بشكل جيد ، شخصيتك تنعكس عند التعليق.

اعلان اول المواضيع

اعلان وسط المواضيع الاول

اعلان وسط المواضيع الثاني

اعلان اخر المواضيع