ملاكي الحارس 🙂الجزء الرابع - اليك القصة
ملاكي الحارس 🙂الجزء الرابع - اليك القصة
ملاكي_الحارس
الجزء_الرابع
ليس هناك أصعب من أن تقف حائراً بين عقلك وقلبك ،قلبك يدفعك نحو الحب وعقلك يدفعك بعيداً عنه ،قلبك يبثك بمشاعر تحتاجها
وعقلك يذكرك بكل ما مررت به فتبقي حائراً بين الإثنين لا تجد حلاً لهذه الحرب حتي ينتصر أحدهم علي الآخر .
إستيقظت هاجر من نومها والصراع في قلبها يحتد ،ما بين الحب والثأر ما بين الإنتقام والجنون ، ارتدت ملابسها وأدت فريضتها وإستعدت للذهاب لعملها ،عليها الآن أن تواجه كفاها هروباً من كل شئ
سهير : رايحة فين بدري كده يا هاجر
هاجر : رايحة الشغل يا ماما
سهير : طب تعالي افطري وتبقي أمشي مع ريهام
هاجر : هي جت إمتي
ريهام : من بدري يا ست هانم عمي كلمني أجي أفطر عندكم
هاجر : يا ستي ما انتي عندنا علي طول حاسة أنك لاجئة هنا مالكيش بيت
جلس الجميع حول المائدة
هاجر : ايه اللي جابه ده
ريهام : تقصدي مين ، مراد ؟!
هاجر : هو في غيره
ريهام : علي فكرة دا أخويا ، ونفسي اعرف يا بنتي بتكرهيه كده ليه
هاجر : أكرهه بقي ولا أحبه مش فارقه هو اليوم باين من أوله
مراد : صباح الخير
عبد الرحمن : مال صوتك يا بني ؟!
ريهام : تعبان من امبارح يا عمي وسخن ومش عارفين من ايه
نظر مراد لهاجر نظرة ذات معني ، أحست هاجر بتأنيب الضمير للحظات ولكن حاولت تغيير الفكرة
سهير : سلامتك يا حبيبي ،أفطر وعملك حاجه دافية
مراد : شكرا يا طنط مش عايز اتعبك
هاجر بصوت منخفض : أنت وجودك تاعب كل اللي حواليك
عبد الرحمن : خد هاجر معاك الشركة بقي يا مراد
هاجر : لا انا هروح مع ريهام
عبد الرحمن : ريهام جاية معايا مشوار
ريهام: فين يا عمي ؟!
نظر لها عبد الرحمن بحدة : هقولك بعدين
هاجر : خلاص هروح لوحدي
عبد الرحمن : ما خلاص بقي يا هاجر اسمعي الكلام
هاجر بضيق : حاضر يا بابا ، أنا شبعت قوم خلينا نمشي
مراد : وانا لسه مشبعتش اطلعي استنيني بره
خرجت هاجر غاضبة ، بينما إبتسم مراد علي غضبها انا همشي بقي يا عمي
عبد الرحمن : ماشي يا بني ربنا يهديكوا لبعض
في الخارج
هاجر : أنت لسه فاكر ، اخلص خلينا نمشي
مراد : براحتي مش عاجبك ،خدي تاكسي
فتح مراد باب السيارة المجاور له ،اركبي
دخلت هاجر غاضبة
خيم الصمت طوال الطريق بينما كانت هاجر تختلس النظرات إلي مراد الذي شعرت بإرهاقه الشديد ،نزلا سويا ودخلا إلي مقر الشركة ضغط كلا منهما علي ازرار المصعد فتلامست أيديهم للحظات سحبت هاجر يدها مسرعة
مراد : الاسانسير جه ادخلي
هاجر : لا انا نسيت حاجه وهخرج أجيبها
مراد : نسيتي أيه ؟! هاجي معاكي
هاجر :لا خلاص
دخلت إلي المصعد وشعرت بثقل الهواء ،بدأت تتنفس بصوت أعلي ، أغمضت عينيها وحاولت تناسي وجوده وأنه بهذا القرب حاولت تجاهل رائحته التي إخترقت قلبها
مراد : انتي كويسة
هاجر : هأبقي كويسة ازاي طول ما انت موجود
مراد :انتي مجنونة والله
خرجت هاجر مسرعة نحو مكتبها ، جلست وأغمضت عينيها وصارت تعلن ضعفها ألف مرة وتذكر يوسف ،تذكر كل ما حدث لتعود وتكرهه من جديد ،سنوات مرت عليها كلما ضعفت لجأت إلي ذكري يوسف لتكرهه ،وتكره وجوده
مازالت تضعف ومازال قلبها الغبي ينبض بحبه حمقاء أحبت رجلاً بلا قلب خانها وحطم قلبها ومازالت الحمقاء تشتاقه وترغب لو يحتضنها مرة واحدة لتنتهي كل هذه المعاناة ،ليتها ماتت مع يوسف حتي لا تشعر أنها خانت ذكراه وأحبت من كان سببا في قتله ، مسحت الدموع الساقطة علي وجنتيها وعاهدت نفسها إلا تضعف مجددا ، بدأت تعمل وتناست الوقت ،لا تعرف كم ساعة مرت عليها تحديدا ،ولكنها كانت تدفن مشاعرها بالعمل حتي تتناسي ان لها قلب يشعر
أغمضت عينيها عندما أتتها رسالة
" مازال شذاكِ يخترق قلبي ، ومازالت عينيكِ رغم قسوتها تعطيني كل الحب الذي ظننت يوماً أنه إختفي ،النرجس الذي نبت علي خديك زادكِ جمالاً إلي جمالك ،دومتِ مزهرة كعود ياسمين في وجه الريح "
ملاكك الحارس
قرأت هاجر الرسالة وتصاعدت دقات قلبها كان قرع الطبول لا يهدأ في قلبها ، قرأتها مراراً وقلبها ينبض أسرع وأسرع وللحظة شعرت أنه مراد فهاجمها إحساس هائل بالغضب ،ذهبت مسرعة إلي مكتبه دخلت بدون إذن فوجدته جالس يستند إلي المكتب بمرفقيه ويغطي وجهه بكلتا يديه ،كان الإعياء واضحا عليه
إقتربت منه بإنزعاج
هاجر : أنت اللي بتبعتلي الرسايل دي صح ،انت عايز توصل لأيه
رفع رأسه ونظر إليها بعينيه الحمراوين : رسايل ايه انتي بتتكلمي عن ايه مش فاهم
أخرجت هاتفها وقالت : دي يا مراد مش عارفها
انا متأكدة انك انت اللي بعتها
صمت مراد ولم يعقب
هاجر : مبتردش ليه ،انت فاكر كده اني هحبك تبقي مجنون ،أنا بكرهك ،بكرهك جدا وانت عارف ليه
اقترب مراد بغض وأمسك يدها وقال بإعياء: لا مش عارف ليه يا هاجر ،بقالك سنين بتقولي كده وعمر ما جتلك الجرأة تقولي ليه ،عشان معندكيش سبب أصلا
حاولت هاجر إفلات يديها ولكنها شعرت بسخونة يده
هاجر : أنت كويس ؟!
أفلت يدها وجلس إلي مكتبه: اه كويس
هاجر : أنت باين عليك تعبان
مراد بسخرية : مش عارفه ليه ،انتي السبب
هاجر : انا السبب ليه انا كلمتك
مراد : انتي ناسية الشطة اللي حطتيها في الأكل وانتي قاصدة
هاجر بعدما شعرت بالذنب : طيب قوم روح
مراد : لا عندي شغل
هاجر : بكره لما تبقي كويس خلصه
مراد بعند : لا
هاجر : هاجي معاك ،أكل طنط وحشني نتغدي ونرجع لو بقيت كويس
مراد : ماشي
نزلا سويا وركبا السيارة
هاجر : فوق كده وركز عشان الطريق
مراد بسخرية : اوعي تقولي خايفة عليا
هاجر : واخاف عليك ليه انا خايفة علي نفسي
مراد : مش مستغرب ،طول عمرك بتهتمي بنفسك بس
ابتلعت هاجر كلمته وقالت : معنديش اهم منها اهتم بيه
صمت كلاهما حتي وصلا المنزل نزلت هاجر من السيارة مسرعة وصارت تطرق الباب
نجوي : مين هاجر ،لينك يا بنتي من زمان انا قولتي نسيتي بيتنا خلاص
هاجر : وحشتيني والله يا نوجة
نجوي : لو وحشتك كنتي جيتي تشوفيني
مراد : هتفضلوا واقفين قدام الباب كده طب عدوني وادخلوا اتكلموا جوه
نجوي : هو ماله
هاجر : تعبان شوية وقولتله نيجي نتغدي عشان يريح شوية
نجوي بإبتسامة : ربنا يهديكم لبعض
هاجر محاولة تغيير الموضوع : هتغديني ايه بقي
ولبث كلاهما وقت لا بأس به في إعداد الطعام
نجوي : هاجر شوفي مراد كده محدش سامع صوته من ساعة ما وصلتوا
هاجر : روحي انتي
نجوي : اخلصي يا هاجر هو هياكلك انا بعمل الغدا
هاجر بضيق : طيب
دخلت هاجر إلي غرفته فوجدته غارق في نومه ووجهه شديد الاحمرار ويتعرق بغزارة إقتربت منه ولامست جبهته بيدها فوجدت حرارته مرتفعة جدا ، رفعت يدها وهمت بالخروج فأمسك يدها وقال : هاجر متسبنيش ،أنا ما صدقت لقيتك تاني واغمض عينيه
هاجر : مش هسيبك انا بس هجيب دوا وحاجه اعملك كمادات
ولكن يده ظلت ممسكة بيدها جلست بجانبه بعض الوقت حتي شعرت بإرتخاء قبضته فذهبت لإحضار الأدوية
هاجر : طنط مفيش خافض حرارة هنا
نجوي : ليه ؟!!
هاجر : مراد تعبان اوي يا طنط
اعطتها الأدوية وجلست هاجر بجاوره لا تعرف كم مر من الوقت وهي جالسة تتأمل تفاصيله ومعالم وجهه وتتذكر كيف كان ملاكها الحارس من قبل ......
Hadeer_saeed
لا توجد تعليقات حتى الآن "ملاكي الحارس 🙂الجزء الرابع - اليك القصة"
إرسال تعليق
ملاحظة للجميع