يوم مرعب 👽 - اليك القصة
يوم مرعب 👽 - اليك القصة
كُنت في المَركب بتاعي وسط البُحيرة الكبيرة اللي في مَدينتي، والدُنيا ليل وأنا بصطاد ومشغل كشاف كبير معايا، وضوء القمر مساعد حبتين، ده أحسن وقت ممكن أطلع فيه سمك خاصة الجو داخل على موسم الربيع والجو دفا، والسمك بيطلع على وش المياه. رميت الشبكة فغاصت في المياه وبَصيت في ساعتي علشان أسحب الشبكة بعد ساعة.
رجعت بظهري لورا وغمضت عيني، سمعت حاجة بتُقَع في المياه ومن قوتها لاقيت مياه كتيره غرقتني، بَصيت وأنا متعصب لاقيت مركب صُغيرة واقفة بعيد عني ومافيش جواها حد، وجهت الكشاف ناحيتها لاقيت عليها شخص متغطي بلحاف وجسمه مش باين، جدفت شويه وقَربت من المركبة، مَديت دراعي بخوف وشيلت اللحاف وأنا خايف الأقي جُثة ولا مُصيبة تودني في داهية، بس الحمدلله لاقيت راجل عجوز في السِن وشعره أبيض نايم ومش حاسس، صحيته بهدوء وقولتله:
-حضرتك كويس ؟
صحي واتعصب عليا وسألني:
-أنت مين ؟
وبعدين بَص حواليه قبل ما أرد عليه وبرق بعينه وقالي:
-حفيدي فين ؟ مش ممكن لا، قولتله ميت مرة بلاش ينزل يعوم في الوقت ده بس مسمعش كلامي، مسمعش كلامي، هقول لأمه إيه دي ممكن تروح فيها، مش كفاية جوزها اللي مات.
وقتها جيه في بالي صوت الحاجة القوية اللي وقعت وأنا مغمض عيني، فقولتله:
-أنا كنت نايم في المركب بتاعي وسمعت حاجة بتقع.
الراجل برق أكتر وقام طلع كشاف من تحت اللحاف بتاعه، وضربه في البُحيرة وفضل يجدف ويدور وهو بيعيط وخايف، مقدرتش أقف مكاني، فدورت معاه، وبعد شوية مكنش في أثر لمخلوق، لاقيته بيستعد علشان ينزل المياه وقالي:
-هنزل أدور عليه بس أرجوك تخليك هناك وتاخد بالك من المركبة، ومهما حصل أمانة عليك تستنناني، يارب، يارتني ما كنت خدتك يابن بنتي.
قولتله:
-بس دلوقتي الجو صعب وخطر جداً تنزل لوحدك.
تقريبًا مسمعش كلامي وسابني ونط، وأنا وجهتِلُه الكشاف في كُل حتة عام فيها، كان بيغطس وبيقعد فترة تحت المياه وبيرجع وشه صامت وحزين، كُنت خايف يحصله حاجة لأني مش هقدر أنقذه، وفي لحظة نزل وغاب فترة طويلة. فضلت أدور عليه لكني ملقتهوش، وكان مِن المُستحيل أنزل المياه أشوفه في لحظة خطر زي دي، اترددت كتير أعمل إيه، مكنش في ايدي غير إن أخلي مركبتُه جنبي لحد ما يرجع ولو مرجعش بقى فنا عملت اللي عليا وزيادة.
مقدرتش أنام، وفي كُل لحظة غمضت عيني كُنت بحلم بكوابيس. فجأة لاقيت الحبل التخين بتاع الشبكة بيتشد من جنبي بسُرعة، لحقت أخر جزء فيه، ورجعتُه لورا، الشبكة كانت تقيلة أوي زي ما يكون فيها فيل، فضلت أشد لفوق، والشبكة بتتشد لتحت، المركبة اتهزت جامد، بدأت المياه تدخُل في المركبة، التُقل زاد، رميت الكشاف بتاعي في مركبة الراجل العجوز ونطيت بجسمي عليها، وفي ثواني المركبة بتاعتي كانت غرقت وسيبت الخيط من قوة الجذب.
المركبة بتاعتي غاصت لتحت، وشويه ولاقيتها اتقلبت وطلعت لفوق، وعلى الخشب بتاعها تيشرت أسود متقطع ومشبوك في مسامير طويلة في المَركبة بتاعتي، شَديت التيشرت لاقيت فيه قطع لحم صُغيرة، مسكتُه وعرفت إنه لحم بشري، خَرجت كُل اللي في بَطني، وحاولت اكدب على نفسي بكُل الطُرق إني التيشرت ده مش بتاع الراجل العجوز أو حفيده، لأني المَركبة بتاعتي فيها مسامير من تحت ومن الجانبين، وده لأنها قديمة ومن زمان.
فضلت أدور في كُل حتة وأجدف بالمركب، لمحت خيالات سودة كتير بتتحرك حواليا في البُحيرة، روحت ناحيتها مكنتش بلاقي حاجة، وسمعت كذا مرة صوت حد بيعوم ومياه بتتحرك، بس برضة لا لاقيت الراجل العجوز ولا لاقيت حفيده، كُنت هتجنن وفضلت أنده
-أنت فيييين ؟ أرجوك لو سامعني رُد ؟
اترميت ونمت من الخوف والتعب والحُزن على ظهري، رسمت سيناريوهات كتير في دماغي، سمعت صوت حد بيعوم وبيضرب المياه جامد بأيده، بَصيت عليه بفرح لمحت حد بيعوم من بعيد في الضلمة، جريت على الكشاف ووجهت نوره ناحية اللي بيعوم، لاقيت طفل صُغير عنده بتاع 12 سنة مثلاً، بيقرب مني، جدفت ناحيته بسُرعة ولما وصلتِلُه بصلي بخوف وقالي:
-المركبة دي بتاعت جدي، أنت مين ؟
شَديته من المياه بعصبية وقولتله:
-أنت اللي روحت فين، أنا وجدك قلبنا الدُنيا عليك، وهو نزل المياه يدور عليك ولحد دلوقتي مرجعش.
الولد عيط وقالي بصوت عالي:
-وليه سيبته ؟، جدي عندُه القلب ومُمِكن يموت في أي لحظة.
قولتله بزعيق:
-أنت السبب، ليه تنزل تعوم في وقت زي ده ؟
قالي:
-لاقيت حد صوته زي صوت بابا الله يرحمه بينده عَليا وبيشاورلي من بعيد على مركب كانت هناك.
شاورلي بأيده في منطقة مكنش فيها حاجة، وكمل وقالي:
-نزلت وفضلت أعوم ولما وصلت ملقتش حاجة، ولما جيت ارجع توهت وملقتش جدي، فضلت أعوم لحد ما وصلت للشط، ريحت شوية وقولت هنزل تاني أدور على المركب بتاعت جدو.
من كلام الطفل أدركت إن في حاجة غريبة بتحصل في البُحيرة دي، حاجة مش طبيعية، عفاريت بقى، أرواح، مش عارف، بس الموضوع مش منطقي، وعين الولد مبتكدبش. أخدت القرار وقولت للولد:
-لازم نمشي من هنا، وأوعدك نرجع تاني، وجدك هيكون كويس.
الولد فضل يعيط ومكنش موافق، بس أنا جدفت بالمركب ومشيت، وأنا مُتأكد من جوايا إن الراجل العجوز مش هيرجع تاني، وعارف كويس سبب موته، وهو بيعوم أتخبط في المسامير الطويلة اللي في المركب وغرق، والدليل على ده التيشرت الأسود اللي كان لابسه ولاقيته في المسامير. كملت لحد ما وصلت على الشط ومعايا الولد الصُغير وبقاوم رغبة عنيفة في العياط، أنا قتلت واتسببت في أذية أسرة مكنش ليها ذنب.
موبايلي رن طلعته من جيبي ورديت، كان والدي بيسألني راجع امتى ؟، خلصت وقفلت، وجيت أمشي لكني مَلقتش الطفل واقف جنبي خالص، اختفى، فضلت أدور وأبُص عليه وكُنت خايف يكون نزل تاني للمياه، بس لا إحنا بعدنا عن المياه، ومُستحيل يكون رجع في الثواني دي من غير ما أحس بيه.
فضلت في مكاني لحد ما الفجر زحزح ستارة الليل الطويلة، وبدأت الشمس تطلع في رحلتها الحارة، وقررت أمشي لما ملقتش فايدة من وجودي، ربطت المَركب في الحَديدة بتاعتي وقفلت بالقفل، ومشيت.
تاني يوم لبست ونزلت ركبت لحد ما وصلت للشط بتاع البُحيرة، مَلقتش المَركب، سألت صياد يعرفني من زمان بس مليش علاقة بيه،
وقولتله:
-مشوفتش المركبة اللي كانت هنا امبارح ؟
قالي:
-لا والله يابني، هي شكلها إيه ؟
قولتله:
-صُغيرة شوية، ولونها بُني محروق، وفي أخرها راس حديد.
الراجل بصلي وضحك وقالي بسُخرية وهو ماشي في البُحيرة بمركبته وبيبعد عني:
-هما عملوها معاك ولاد العفاريت ؟
عرفت وقتها إني اتنصب عليا وكُل اللي شوفته ده كان حوار، لكن الراجل قالي:
-استعوض ربنا، والله لو بشر كُنت جبتهملك من قفاهم، بس دول يابني ميقدرش عليهم غير ربنا وحده، ماتوا في حادثة من عشر سنين، وكُل شوية يضايقوا صياد من الصيادين، بس برضة أشكر ربنا، عوض الصياد اللي غرق من كام يوم ولحقناه لو تعرفه، الأبيض ده وجسمه مليان شوية، المهم حكالي نفس القصة دي، يلا مع السلامة يابني.
لو القصة عجبتكم قولولي رأيكم ضروري علشان أكمل واستمر،والشير هيفرق معايا جدا ❤️
#يوم_مرعب
سامي ميشيل
لا توجد تعليقات حتى الآن "يوم مرعب 👽 - اليك القصة"
إرسال تعليق
ملاحظة للجميع