قصة جديده❤❤ - اليك القصة
قصة جديده❤❤ - اليك القصة
كانت ليلة هادئة ، لقد وقفت أمام البحيرة التي تقع أمام منزلنا الريفي الجميل ، انعكس ضوء القمر على سطح البحيرة ، هنا في القرية لا اصوات ولا صخب ، ان الحياة هنا دائما ما تشدني اليها وقد اتيت اليوم لزيارة بيت والدي في مهمة بسيطة وسأرحل سريعا ، لم يكن في البيت أحد لقد سافر أبي وأمي إلى المدينة لزيارة بعض الأقارب ، أما عني فقد أتيتُ اليوم لأختلي بحبيب سن المراهقة انه سالم ابن أحد اقاربنا توفي والداه وهو في الخامسة من عمره وقد أتى به ابي الى بيتنا حتى ترعاه امي وتتولى تربيته بعد أن تخلى عنه كل أقاربه ، لقد كان في بداية الأمر طفل هادئ لا يود الاختلاط بي وبأخوتي وقد كان دائم الخجل كثير البكاء لشدة إشتياقه لوالديه ، وبعد أيام عصيبة مرت على سالم وعلى والديّ الذين حاولوا بشتى الطرق التخفيف مرارا على سالم وطأة الحزن ، أصبح سالم بعد عام تقريبا كأنه أحد أبناء البيت ، اعتبر أمي وأبي عوضاً من الله عن والديه الذي فقدهم واعتبر اخوتي هم أخوته الا أنا اعتبرني منذ أن قدم الى البيت أنني حبيبته ، كنا نذهب سويا بالأغنام الى المراعي والحقول ، كنا نذهب الى السوق مع أمي ، وإذا تأخرت يوما عن العودة الى البيت بعد المدرسة وسأل أبي عني كانت ترد أمي قائلة " لابد أنها في ملعب كرة القدم الواقع بالقرب من جامع القرية ، تشاهد المبارة بين فريق سالم وأصدقائه وأبناء القرية المجاورة " هكذا كانت تجري الايام دائما أن أكون دائما برفقة سالم.
مضت الأعوام سريعا بين المرح واللعب ومؤخرا تبادل المشاعر الرقيقة بيننا ، لكن على الرغم من الارتباط الوثيق بيني وبين سالم إلا أن توجهاتنا قد اختلفت في الآونة الاخيرة ، فقد كنت أميل دائما إلى القراءة وحب الإستطلاع كنت شغوفة ونهمة بالعلم ، أما سالم فقد كان يميل كل الميل الى اللهو واللعب وقضاء أوقات الفراغ في أشياء كثيرة تافهة فتارة يأجر زورقاً صغيراً ليلهو به في البحيرة هو وأصدقائه ، وتارة يلعب الورق وتارة أخرى يشاكس المارين في الشوارع ويضايقهم برمي المفرقعات التي تستخدم في الاحتفالات تحت أرجلهم ، فيقفز المار فزعاً وفي ذلك الوقت تنطلق الضحكات والنكات على المار المسكين الذي لا يستطيع تحديد شخصية الفاعل هل هم الشباب المستهتر أمثال سالم أم انهم الأطفال الصغار المنتشرون في الشوارع يلعبون هنا وهناك .
أتممت المرحلة الثانوية وأهلني مجموعي لدراسة كلية التربية ، سأصبح معلمة تعلم أطفال القرية القيم والمبادئ ، سيحترمني جميع من في القرية فهكذا إعتدنا منذ نعومة أظافرنا أن للمعلم هيبة ووقار وإحترام ، كانت الجامعة تقع في المدينة وكانت المسافة بعيدة عن قريتنا فقام أبي بإستإجار غرفة في إحدى العمارات السكنية المخصصة للمغتربات ، كان التعليم حقا ممتع ولكنّي في بعض الأحيان كنت أشتاق لأبي وأمي وإخوتي وبالتأكيد كنت أطير فرحا عندما تقترب عطلة نهاية الإسبوع لكي أرى سالم ، كنت أحبه ولكن لا أحب أفعاله لقد أصبح شاباً غير مسؤول بالمرة ، حدثته في الأمرة مرات كثيرة لكن ما من فائدة !
وفي يوم من الأيام تقدم لخطبتي أستاذ مساعد في القسم الذي أدرس فيه ، إضطربت مكنونات قلبي ولم أستطع أخذ القرار لأيام كثيرة ، هل أتبع قلبي وأنتظر سالم أم أتبع عقلي وأوافق على الخطبة من أستاذي ، لقد كان يعلم جميع أهل البيت أني أميل إلى سالم لكني لم أعترف أو أصرح بهذا لأحد حتى لسالم نفسه فقد كنت أكتفي ببعض النظرات الخجلة ولمسات الأيدي البريئة .
وافقت على الزواج من أستاذي بعد تفكير مجهد مضني ، نعم لقد اخترت السمو والمكانة المرموقة ، وجمحت لجام قلبي ولم أفكر في سالم ، كل ما فكرت فيه هو أن أتزوج بمن يفوقني عقلاً وعلماً ، وعندما اقترب موعد الزواج غادر سالم البيت إلى حيثُ لا نعلم ، حزنت أمي وكاد أبي أن يذهب إلى كل القرى المجاورة ويبحث عنه الا ان مراسم الزواج في المدينة أجلت هذه الفكرة قليلاً .
غادرت الى منزل الزوجية في الحقيقة كان زوجي رجلاً طيباً عشت معه أيام جميلة وقد حملت بطفلي الأول سريعا ، ولما اقترب موعد الولادة أعادني زوجي الى بيت أبي في القرية ، كي أضع مولودي هناك وأكون أن والطفل في كنف رعاية أمي وأبي الى ان استعيد عافيتي وأعود الى بيتي مرة أخرى ، وبعد ساعاتٍ من ألم المخاض في إحدى ليالي الشتاء الباردة سرى صوت رضيعي عاليا وسط تهليل وتكبير أبي وأمي وأخوتي ، أنهكني التعب فرحتُ في سباتٍ عميق ونسيت أمر الدنيا بما فيها ، وفي الصباح أفقت على صوت أمي وهي تقول لسالم لا تذهب به بعيدا عن عتبة البيت لقد أرضعته بعضا من مشروب النعناع الى أن تفيق أمه من نومها ، بعد أن قالت أمي هذه الجملة صار صوتها ضعيفاً جداً وكأنها ابتعدت وراحت الى مكان آخر ، لقد خفت على طفلي وتوالت إلى عقلي كل الظنون السيئة فقمت وتحاملت على نفسي ، ثم اتجهت نحو باب المنزل لقد كانت أمي في الحظيرة امام المنزل ، لقد كانت مشغولة في حلب اللبن من بعض الأغنام ، لكن أين سالم ؟ تلفّت يمينا ويساراً ، كررت هذا السؤال لنفسي وأنا أخطو خطوات بطيئة تجاه البحيرة شيء ما هاتفني بان سالم سيكون عند البحيرة ، وعندما وصلت إلى البحيرة وجدت سالم قد وضع طفلي الرضيع في الزورق الذي يستأجره ، ركضت مسرعة نحوه صرخت فيه بأعلى صوتي لماذا ، انه طفل ليس له اي ذنب أيها القاسي ، جملت طفلي من الزورق ورحت أنظر له بنظراتٍ ملؤها الغضب وقلت إنك شيطانٌ مريد .
وعن زيارة اليوم فقد قررت الإنتقام ، طلبت منه أن يقابلني هنا بعد ان غادر الجميع كي نتعاهد على البقاء سويا ولكي أخبره أنني سأترك زوجي وإبني واطلب الطلاق لأتزوجه ، أتى سالم في الموعد المحدد ، ركبنا الزورق واتجهنا الى منتصف بحيرتنا الكبيرة ، كان يردد سؤاله لماذا تريدين أن يقف الزورق في منتصف البحيرة ؟ وقبل أن أجيبه دفعته من الزورق واسقطته في الدوامة التي تقع في منتصف البحيرة وأنا أعلم جيداً انه لن ينجو منها لأنه لا يجيد السباحة !
#أسماء_عبداللطيف
لا توجد تعليقات حتى الآن "قصة جديده❤❤ - اليك القصة"
إرسال تعليق
ملاحظة للجميع